-->
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

بحث تفصيلي جاهز عن العلاج النفسي موثق بالمراجع





العلاج النفسي 



المقدمة
مر العلاج النفسي عبر التاريخ بعديد من الأفكار والنظريات ، وخاصة تلك التي تناولت أنواع العصاب، واضطرابات السلوك والشخصية طبيعتها، أعراضها وعلاجها . هذا الأخير الذي میز علم النفس العيادي ، وإن كان الفضل، في الاعتراف بالعلاج النفسي، ووضع
قواعده، يعود "لابن سينا" فهو أول من بنى "المورستانات ( المستشفى الأمراض العقلية والنفسية ) واهتم بالعلاج النفسي لا أن الفضل ، في وجود قواعد أساسية و نظريات العلاج النفسي يعود ل - : "سيغموند فرويد" مؤسس العلاج بالتحليل النفسي . La psychanalyse . فمهما كانت الانتقادات ، الموجهة للمدرسة التحليلية النفسية ، يبقى له الفضل في وضع الأسس العلمية ، والنظريات، و المفاهيم وتقديم الجهاز النفسي . ان العلاج، باللغة والتحاور والتداعي الحر كانت اللبنة الأولى ، لجميع العلاجات النفسية، التي ظهرت معها، کرد أو منافسة .ويبقى العلم، يشهد له بذلك.
تليه المدرسة السلوكية والعلاج السلوكي Behaviortherapie، الذي أعطى نتائج مذهلة في علاج الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال، و اختفاء الأعراض المرضية المكتسبة عامة. دون أن ننسى دور الطب العقلي و الاتجاه البنيوي و الكيميائي في علاج الاضطرابات العقلية خاصة، والأعراض العصبية الحادة بالأدوية التي تساعد الإنسان ، على تجاوز اضطرابات النوم والغذاء والهلاوس و اضطرابات السلوك . الخ.. إلا أن التأثيرات الجانبية للمواد الكيميائية المستخدمة تجعل من المرضى ، اللذين يعانون من عصاب، أو اضطراب نفسي، ذو نشوئية نفسية موضوعية، أو غير موضوعية، واضطرابات الطفولة والمراهقة، يبحثون دائما عن علاج يعيد لهم التكيف والاندماج في الحياة اليومية، بأقل التأثيرات الجانبية.
بما أننا اليوم في عصر السرعة ، نجد أن نوعية الاضطرابات النفسية ، و أسبابها ، تغيرت بتغير المجتمع، و التغير المعرفي. فالإنسان في هذه الألفية ، غيرا لإنسان في الألفية الماضية ، إذ أصبح الفرد، المصاب باضطراب ، أي كان، يهتم بالناحية السيكولوجية ،ويبحث عن علاج سريع في الفعالية والمدة . ، فظهرت حركة جديدة، في العلاجات النفسية، تعرف بالعلاجات المختصرة: كالاسترخاء والتنويم والبرمجة العصبية اللغوية .
. هذا الأخير علاج حديث النشأة ، ذو الجذور العميقة ،أخذ من جميع أنواع العلاجات، والأفكار والنظريات مبادئه حتى من الحكمة والديانات والطموحات وديناميات الشخصية الفردية، بما يخدم الفرد، ويصل به إلى التكيف والتميز.
البرمجة العصبية اللغوية عبارة عن لينة ، ومزيج من: العلوم و الفلسفات ، والمعتقدات .و الخلفيات نظرية لعلم النفس، واهم ما توصل له العلماء ، في هذا المجال . تهدف تقنيتها إلى إعادة صياغة، صورة الواقع في ذهن الفرد بما في ذلك من تصورات، و عادات و معتقدات ، وقدرات التي تصبح من خلال البرمجة العصبية اللغوية جملة من الانفعالات ، و السلوكيات الإيجابية ، بدلا من البرمجة العصبية اللغوية عبارة عن لينة ، ومزيج من: العلوم و الفلسفات ، والمعتقدات. والخلفيات نظرية لعلم النفس، واهم ما توصل له العلماء في هذا المجال . تهدف تقنيتها إلى إعادة صياغة، صورة الواقع في ذهن الفرد ، بما في ذلك ، سن تصورات، و عادات ومعتقدات ، وقدرات التي تصبحن خلال البرمجة العصبية اللغوية جملة من الانفعالات ، والسلوكيات الإيجابية ، بدلا من
انفعالات وسلوكيات سلبية . كما أن البرمجة العصبية اللغوية ، علم باطني، له القدرة على تحسين الاتصال بالآخرين، ومحاكاة المتميزين. يركز على تنويم العقل الواعي، بإحداث حالات مغايرة الزرع بعض الأفكار الإيجابية أو السلبية . وهي كذلك، تلك التقنية، التي تحدث تغير سريع وقوي في السلوك.


نشأة العلاج النفسي وتطوره

ظهر العلاج النفسي منذ القديم في الحضارات العريقة , كالبابلية والصينية والرومانية والهندية. كان ذلك حوالى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد .اعتقدوا ان الأمراض النفسية والعقلية, تعود لقوى خفية, أسبابها تأثير من الأرواح الشريرة أو من الجن. فكان العاج بطرق بدائية, كتقب الجمجمة لإخراج الأرواح الشريرة، والجرح والكي والتعذيب والسحر، في الماضي يقال طب أي سحر. والعكس صحيح، فظهر العديد من السحرة والمشعوذين, مدعين أن لديهم القدرة على العلاج النفسي، وكان رجال الدين هم المسيطرين، إذ يأخذون المريض إلى المعبد ليتطهر من ذنوبه ويعود الأمان والسلام والطمأنينة إلى حياته.
و أثبتت المخطوطات التي وجدت على ورق البردى (1500ق.م) أن علاج الأمراض النفسية والجسمية، كان يمارس في تلك الفترة الزمنية، وأشاروا إلى العلاقة بين النفس والجسد وميزوا بين المفحوصين., إلا أنهم لم يشيروا إلى الفرق بين العصاب والذهان. وفي عهد اليونان كان العلاج النفسي. يعتمد على طلي الجسم بالزيت، وتجنب تناول الأطعمة الحيوانية والاغتسال وارتداء ملابس فضفاضة خالية من العقد والأزرار. والإيمان بتعاليم الدين وثبات العقيدة وكان اليونانيون يقومون كذلك بالعلاج الجماعي, إذ يجمعون المرضى داخل معبد" اسكلبيوس"، حيث كانت تقدم القرابين، والهدايا ويغتسل المرضى بماء المعبد المقدس، ويستمعون إلى إرشادات ومواعظ وحكم, ويصلون، ويتوسلون الشفاء من الآلهة...و في معبد "كوسن" 600ق.م قام بعض الكهنة بعالج بعض الأمراض: كالصرع والهستيريا والجنون. وظهرت في مدينة" طيبة" مدرسة أبي قراط" ابو الطب" الذي تحدث في كتابه »عن الطب الباطني والمرض الرباني" الصرع ,إذ كان يفسر في تلك الفترة، كغير من الأمراض أنه بسبب رباني أو مس من الجن, أو تأثير الأرواح الشريرة. ويعود الفضل لأبي قراط في وضع بعض الأسس للعلاج, كان أهمها العلاج بالموسيقى والعلاج الديني, كما أشاد أفــلاطــون في عـــام (380 ق.م)في مدينته الفاضلة تأثير القيم والخير والجمال والحق في صحة النفس, كما نصح بعزل المرضى.
أما عصر اليهود قد تشبع بالأمور الدينية وظهور الأنبياء، والحكماء، والمبشرين الذين يركزون على الشعور الديني القوي, دون الخرافات، ومن ذلك مذكرة" داوود الأنطاكي" في العلاج النفسي - الطبي .و العلاج بالأعشاب والعقاقير. كان الاعتقاد السائد لدى اليهود, أن الله قادر على كل شيء بيده الصحة والمرض والحياة والموت وهو لا يؤذي أحداً، لكنه يعاقب المذنبين على عصيانهم، فيصيبهم بالجنون, والهيستريا، والعمى، كما يصيبهم بغيرة القلب (لفظ القلب وعدم انتظام نبضه، سفر تثنية صحاح رقم 028) فالذنوب هي اسباب المرض ويقول الإله "بناتان" ان المرض يأتي من سبعة أبواب هي:
1- الشتم و الغضب و الانفعال.
2 - سفك الدماء.
3- عدم العفة والشره.
4- الغرور.
5- السرقة
6- الحسد.
7- الحنث باليمين والشعور بالأثم.
كما كانوا يفسرون، إصابة المجتمع بمرض وبائي. كالكوليرا والطاعون، على أنها عقوبة جماعية ربانية.
كان احبار وشيوخ اليهود، يؤمنون بوجود الشيطان, والأرواح الشريرة، وتأثيرها على الإنسان وكانوا يهمسون في أذن المريض، ببعض الكلمات مثل "إذا سمعت لكلام الرب إلاهك وعملت ما يريد وما هو حق بنظره: واستمعت فلن يرسل عليك اي مرض من الأمراض، فإنه الرب الذي يشفيك "سفر خروج"، وكانوا محط الاحترام، وأن الله هو الشافي وهو الذي وهب الأحبار القدرة على الشفاء (كرامات).

العلاج النفسي في العصور المسيحية:
نشأ المسيح بين اليهود، وجد أنهم قد أضاعوا التعاليم ومرض الناس نفسيا، وقام بإرشادهم حتى عاد الكثير منهم إلى الشعور بالراحة والصحة ويذكر القرآن أن المسيح عليه السلام أبرئ الأكمه وأحيا الموتى بإذن الله معجزة له ودليل على صحة رسالته ‏ وأشار "إنجيل مرض" ومتى "ويوحنا" وبرنابة" إلى العلاج النفسي, الذي قام بها المسيح في حالات الصرع والهيستريا، والخوف والوسواس معتمدا على قوة الإيمان وقوة شخصية المعالج، وقد كان للمسيح عددا من التلاميذ المهرة في العلاج -12 تلميذا- أمهرهم" بتروس". ويذكر "بيار جانيه "أن العلاج بالكرامة كانت تتبع في فرنسا عند مقبرة القديس" ميدارد".

العلاج النفسي عند العرب في الجاهلية:
يذكر في كتاب" عيون الأنباء في طبقات الأطباء" "لأبن أبي أصبعية"، أنه قد نبغ عدد من الأطباء في بلد العرب قبل الإسلام. "كابن حزم" و"النضر بن حرث" الذي كان طبيبا ماهرا لكسرى ابشروان" واعتمد "بن حرث" على العلاج بالكي لكل من الفالج وعرق النساء آلام الظهر(اللمباجو.) وكذلك الطريقة الفيزيقية التدفئة، أو الاغتسال بالماء البارد، أو التعرق. كما أن العرب في الجاهلية، أمنوا بالرقي، والتمائم والأحجار، التي تؤثر في الآخرين, ضد العدوان, والحسد والحقد والغيض. ضف إلى ذلك. حفلات التبرك, وجلسات العلاج بالأرواح, والاستخارة والزار.
العلاج النفسي عند العرب والمسلمين:

لما جاء الإسلام, قضى على العديد من هذه الأنواع, من الخرافات أنها ما زالت، و إلى يومنا هذا العديد منها. اعتمدوا على الإيحاء كسبيل للشفاء باستخدام الوسائل السابقة الذكر، وهذا ما يتوافق مع مفهوم الذات، من خلال الإيحاء الذاتي، الذي ‏ يغير من أفكار الشخص، وتصوراته ويعبر عن إحساسه، ومشاعره، نحو نفسه ما يجعله يسلك سلوكا آخر،  يؤدي به إلى الشفاء في أغلب الأحيان. 

اعتمد المسلمون على العلاج" بالقرآن" وأهم ما نستطيع قوله أن" القرآن "جاء شفاء النفوس والآيات التالية، تبين شفاء من خلال" القرآن" فهو دستور من الخالق, أراح به خلقه وهو أدرى بهم. وهذه الآيات منها "شفاء لما في الصدور" (سورة يونس) "فيه شفاء للناس" (سورة النحل) أو ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" (سورة الإسراء). "و إذا مرضت فهو يشفيني" (سورة الشعراء). قل هي للذين آمنوا هدى وشفاء" (سورة فصلت). "يشفي صدور قوم مؤمنين" (سورة التوبة).
و في هذا المجال يرى د "عزالدين اسماعيل" في كتابه "نصوص قرآنية في النفس الإنسانية" أن مقولة الحكيم الإغريقي "اعرف نشأت " ودعود القران الكريم "و في انفسكم افر تبصرون" تسير ان في مسار واحد، وتستهدفان غاية واحدة . إلا أن الأولى تحمل معيار أخلاقي عملي في الدنيا أما الثانية في الدنيا والآخرة.
و يشير كذلك د. "عزالدين اسماعيل" إلى أن" القرآن" الكريم يدعو الإنسان، إلى التأمل في خلق نفسه والتعرف عليها، فمن عرف نفسه عرف ربه، ومن عرف ربه عمل ما يرضيه و أرضى به. فمن بالسعادة في الدنيا و الآخرة".
كلمة التأمل هذه هي مفتاح الراحة النفسية، والعلاج النفسي كما سنرى لاحقا في فصول العلاجات النفسية.
1-    العلاج النفسي عند "ابن سينا: وهو "أبو علي الحسن بن عبد اهلا بن حسن بن علي سينا"
المعروف بالشيخ الرئيس.















في حقبة زمنية ما، كانت العلاجات النفسية والجسمية, تعالج بالطلاسم, وبطرق بدائية كانت الحضارة العربية في اوج عزها، وظهر لدى العرب اطباء "ورثوا تعليم" "ابي قراط وجالينيوس" وكانوا اساتذة في الطب الجسمي والنفسي، على حد سواء, حيث اتبعوا طرقا علمية .ال نقل اهمية او منهجية عن الطرق المستخدمة، في العصر الحاضر، بل قد تكون وبلا شك اساسا لها، وفى المقدمة "ابن سينا"( 980م-1037م) وهو اول من شجع على إقامة المورستانات ( المصحة العقلية) مثل بيرستان "هارون الرشيد" ومحمد بن قلون" وابي جعفر المنصور."

****************************************************************************


تعريف العلاج النفسي خصائصه وطرائقه


تعريف العلاج النفسي:

هو استخدام جميع الوسائل النفسية العلاج مرض عقلي، أو نفسي، أو سوء توافق، أو تكيف أو اضطراب نفسى المصدر.
و حسب" كاتري" هي تسيير واستخدام المعلومات، وتسيير معرفي،  وتحسين علاقة إنسانية، يندمج فيها عناصر ثلاث:
·       المريض الذي لديه اعراض وغير متوافق.
·       الفحص و المستخدم العلاج النفسي أو الحامل لمعلومات مختلفة أو قدرات ومهارات علاجية.
·       والقدرة الخاصة والمميزة للتواصل
في نهاية القرن 20 ظهر التحليل النفسي، إلا أنه في الحقيقة يبقى عبارة عن نظريات مرضية وعلاجية، لها علاقة مباشرة بالأنثروبولوجيا والفلسفة، لكنها تبقى أحسن مرجع وأوسمه لجميع العلاجات النفسية المعاصرة المطبقة في يومنا هذا .
ويعرفه "نوبار سيلامي" ‏ على انه التفاعل بين المعالج والمريض الذي يعد العامل الأول في تعديل عملية التعلم، فمن خلال الحديث مع المعالج، تظهر خبرات المريض واستجاباته، ودور المعالج ليس فقط التفسير بل دور دينامي يستجيب له المريض، ومن هذا الدور، يتسنى المعالج، إبعاد العادات المرضية عن الاستجابات الانفعالية. ويتلقى عادات جديدة صحيحة. وخلق خطة علاجية علمية محكمة ومهارة تواصل عالية.
و يعرفه "النابلسي" على أنه "وسيلة تهدف إلى إقامة اتصال متميز خاصة اتصال كلامي بين المعالج والشخص المعاني، من اضطرابات تكيفية، مع الواقع على أن تستند هذه العلاقة وهذا الاتصال إلى نظريات علم النفس وتحديده للسوي والمرضى. وتسخر وسيلة العلاج النفسي لهدف علاج اضطرابات يفترض أنها تعود في منشأها إلى عوامل نفسية، اجتماعية.
و يرى آخرون، أنه التخفيف من عموم البشرية، بواسطة الكلام العلاقة الشخصية المهنية. ويتفق جميع المختصين في العلاج النفسي، على أن العلاج النفسي هو مجموع التقنيات الغير دوائية ، المستخدمة لمساعدة المريض, لتجاوز أزمة نفسية.

خصائص العلاج النفسي:

جميع العلاجات، تهدف إلى تقديم المساعدة للأفراد، للخروج من دائرة الاضطراب، والتوتر، والصراعات والالم النفسية، والاجتماعية، والجسدية المعنوية منها والمادية، و هناك أنواع متعددة من الاختصاصات، الطبيب النفسي.
فمنهم المحللون النفسانيون ،الممرضين السيكاتريين. والمعالجين السلوكيين، والاجتماعيين والمدربين على البرمجة العصبية اللغوية، واستخدامها في العلاج  لنفسي المعاصر، وتتجلى خصائص العلاج النفسي، في كونها تعنى باضطرابات الشخصية, بأساليب متنوعة ومرنة. تسمح للمعالج بتغيير تقنيات العاج. وتكيفها حسب الحاجة متماشيا مع كل جديد في ميدان الإبداع العلاجي.
ومن الملاحظ أن أغلب الاتجاهات العلاجية، ساهمت بدور كبير, في علاج اضطرابات الشخصية، وأدى تطور علم النفس والعلاج النفسي، إلى تقليص عدد المرضى، الذين يجب إدخالهم المستشفيات العقلية، وزاد من ارتفاع الطلب على الإخصائيين النفسانيين, الذين قدموا يد العون  للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في السلوك ومعاناه من الألآم النفسية وخاصة العصابية وساهموا  في تجديد و إبداع تقنيات العلاج  النفسي، معتمدين في ذلك على الفيزيولوجيا والبيولوجيا و الوراثة و المحيط و الدراسات النفسية الاجتماعية.

أهداف العلاج النفسي:

·       تفسير الأعراض، والوقوف على الأسباب التي أنت إليها.
·       العمل على إزالة هذه الأعراض أو التخفيف منها.
·       تعديل سلوك الفرد، وتعليمه السلوك الصحيح.
·       تعديل الدوافع الكامنة وراء السلوك الغير سوي.
·       تدريب الفردعلى توجيه مشكلته.
·       العمل على تأكيد الذات .
·       تحقيق التوافق، وتحمل المسؤولية والقيام بالواجبات, والاندماج الاجتماعي.
نستنتج مما سبق:  أن العلاج النفسي، يجمع جميع التقنيات، التي تستخدم لمساعدة المفحوص بعيدا عن أي علاج الطبي، من أجل حل مشكلة, أو اضطراب ما ومهما اختلفت المصطلحات والمفاهيم. إلا أن الأهداف واحدة.

*********************************************************************************


الاتجاهات في العلاج النفسي




         أ‌-         الاتجاه النفسي الدينامي:

التحليل النفسي

نشا التحليل من التنويم المغناطسي. على يد "شاركو" والذي اهتم بموضوع الهيستريا وعلاجها، وكان "سيغموند فرويد" أحد تلاميذه، وكان مختصا في الطب العصبي، واهتم بدراسة الأعصبة والرموز فيها، جرب التنويم, ثم تركه "اني اشم رائحة السحر تفوح منه"، واهتم كذلك بالجانب الدينامي من الشخصية. ووضع أسس التحليل النفسي وساعده (بروير1894).
التحليل النفسي عبارة عن عالج شفهي، أو بمعنى آخر المفحوص يقول كل ما يجول بخاطره دون أن يهتم إلى ما يقوله. سواء كان سيئ أو قيم قل كل ما يخطر ببالك".
مع تطور التحليل النفسي وتقدمه يظهر الفرد ما يعرف بالتحويل الذي يؤدي إلى تطور علاقة عاطفية، مع المعالج والتي يرجعها فرويد, إلى أن الفرد يعيد العلاقة الوالدية مثلما كان طفلاً. عندما يرى المريض. أنها عالقة ثقة وطيدة مع المعالج, يصبح قادرا على التعبير عن صراعاته التي هي سبب مشكلته، مستعينا بتشجيع المعالج, إذ يعرف المريض صراعاته ويقيمها. إلا أن أغلب المرضى لا يشعرون بذلك، وهذه المستويات والغرائز تظهر حينذاك، في شكل اضطرابات سلوكية وأعراض مرضية عصابية ،لا يتحكم بها بل تسيطر عليه بصورة رمزية. أما الأنا فيشمل الغرائز المتعلقة بالمحافظة على الذات, فعن طريق الأنا يتعلم الفرد ما يتعلق ببيئته، ويوجه سلوكه لكي يتفادى الألم والعقاب. العمليات العقلية الشعورية، هي الأخرى جزء من وظيفة الأنا.
في حين نجد الفرد مدفوعا للسعي وراء إشباعات غرائزه الجنسية, والعدوانية في نظر "فرويد", فإن عليه أن يضمن التوازن النفسي، وراحة الأنا والتوافق الاجتماعي والسلوكي و العقلي. بعيد العلاج بالتحليل النفسي، الفرد إلى ماضيه, وعن طريق تقنيات علاجية، تحليلية ينفس الفرد انفعالاته. ومكبوتاته. ويتعاون مع المعالج، على فهمها وترتيبها عن طريق الإيحاء بوسعك ان تتذكر ماضيك والوصول بها بطريقة واعية إلى سطحي الشعور لمواجهتها و التعامل معها.، والارتقاء بأليات الدفاع وتنشيطها بالتالي ينخفض الصراع. وتعود حياة الفرد النفسية للتوافق ويتلاشى الفلق، ويشعر بالراحة.

تعريف التحليل النفسي:

يجتمع كل العارفين بعلم النفس، على ان يعرف التحليل النفسي، انه نظرية ومنهج "فرويد" في التشخيص، و العلاج، للاضطرابات النفسية و العقلية. وهو  يتسم بالدينامية، لاحتوائه على جميع نواحي الحياة الشعورية منها، و اللاشعورية و تأكيداً على اللاشعور . وإذ قلنا العلاج النفسي عن طريق التداعي الحر، أو تحليل الأحلام, أو نظريات العصا، وجدنا أنفسنا، نتعمق بداخل الفرد وتحل مشاكله الانفعالية الرئيسية ، وذلك بنقل المادة اللاشعورية المكبوتة ، منذ الطفولة إلى سطح الشعور, ومستوى الوعى، مما يؤدي إلى اختفاء الأعراض، وشعور المريض بالراحة والتوافق.

فرويد" والعلاج بالتحليل النفسي:
يركز فرويد" في تحليله النفسي دائما، على معنى الأعراض، والقصد منها، وصلتها بعنصر اللاشعور في جميع سلوكات الأفراد، التي تبدي اضطرابا سلوكيا، أو مرضاً عصابيا. وإذا أردنا أن نثبت جدارة، ومكانة التحليل النفسي، أمام الطب العقلي, فإن هذا الأخير لا يستخدم الطرق الفنية في التحليل. ولا ينظر في محتوى العرض، فالطب العقلي. يعطي الناحية الفيزيولوجية, والعامل الوراثي، الأهمية والأولية مما يجعلنا نلاحظ، التكامل بين الطب العقلي والتحليل النفسي . 

إن عاملي الوراثة والخبرة، يكملان بعضهما البعض، لأن العقل لا يمكن أن ينهض بدون معرفة مستقيمة، بالعمليات اللاشعورية العميقة، للحياة النفسية، ويعود له الفضل، في إثراء التحليل النفسي، الذي انبثقت منه مدرسة "يونج" و"أدلر"، للتحليل الذاتي. "سوندي" "لاكان" والتحليل قصير الأمد. و"ميلاني كلاين" وغيرهم، الذين انطلقوا من التقسيم للجهاز النفسي المشهور والمعروف الشعور واللاشعور، وما قبل الشعور، ومن الناحية الوظيفية الأنا والهو، والأنا الأعلى.‏

اتجاه "ادلرر" :
اعطى "ادلر" اعتماما اعظم للوعي، بدلاً من اللاوعي. عكس "فرويد". وكان يرى بأن الفهم الصحيح لحالة المريض لا يمكن التوصل إليه. إلا بعد دراسة، وفهم كاملين للمريض، وظروفه الحياتية، وفي وقت لاحق أضاف "أدلر" بعدا جديدا لنظرية عن النقص، و السعي للتغلب على ذلك بالتعويض، والسيطرة.
طريقة العلاج عند" أدلر" تتيح للمريض إمكانية السرد. أو التداعي الحر، لأحداث حياته، ويمكن أن يتم هذا السرد، حسب الترتيب الزمني للأحداث، وفق الترتيب، الذي يراه المريض مناسباً مع التركيز على الحوادث الراهنة. والحديثة العهد، وتجنب وضعيات الصراع، أو التعارض بين المحلل والمريض، ويعتمد المحلل خلال هذه الجلسات، إلى تحليل المواد الواعية، والواعية بهدف مساعدة المريض، للتوصل إلى اكتشاف وفهم أسلوب حياته وبنيته النفسية، هذا ويتوجه الحوار التحليلي خلال الجلسات، نحو اكتشاف العقد النفسية، العائدة إلى عهد الطفولة، ويقوم المحلل بتحديد الحجم الحقيقي لقدرات المريض و غالبا مما يحاول هذا الأخير تضخيمها، محاولة منه لتعويض شعوره بالنقص، وهذه النفطة أي نقطة التعويض، هي التي يعتمد ويتركز عليها المعالج هدف تكييف المريض مع العالم من حوله، ومع القيم كما أشار إلى الفروقات الفردية وبروزها وبناء الذات.

اتجاه يونج
قسم "يونغ" اللاوعي إلى ثلاثة أجزاء، الأول سماه باللاوعي الشخصي، ويحتوي على التجارب الشخصية المكبوتة، أو المنسية لمجرد أنها فقدت قوتها وطاقتها، واعتبر هذا الجزء مساويا للعقل اللاوعي، الذي افترضه" فرويد" وبأنه يكون جزءا قليلا فقط من اللاوعي أما الجزء الثاني من اللاوعي. فهو الجزء المستمد من المجتمع البشري، الذي ينتمي إليه الفرد. أما الجزء الثالث فسماه اللاوعي الكوني وهو اللاوعي المستمد من العمليات البدائية المشتركة بين الناس.
إن طريقة العلاج عند "يونغ" تستند إلى تحليل الأحلام , وصولاً إلى وعي المريض، على أن يعقب ذلك مرحلة تركيبية، طريقة "يونغ" إلى التحليل النفسي, تختلف عن طريقة فرويد"، إذا أن المحلل، يتصرف مع مريضه على قدم المساواة ظاهرياً  ويتخلى عن السيطرة لمصلحة اللاوعي، الذي يحكم ويقود الحوار، بين المحلل والمريض .
و التحليلي لا يتجه حسب "يونغ" نحو العموميات النفسية الجنسية، كما فعل "فرويد" وإنما هو اكتشاف، وتحديد مشاكل، تطور الشخصية, والمساعدة على تخطي هذه المشاكل والصعوبات، وتدعيم إمكانية، وقدرة الفرد، على أن يتطور في المستقبل. فترة العلاج تمتد لفترة ستة أسابيع بمتوسط جلستين, في الأسبوع الواحد، وهذه الطريقة متبعة، على نطاق مسبق في علاج اضطرابات التكامل، لدى المراهقين و البالعين، وفي حالات الانهيار النفسي لديهم، وتسمى هذه المدرسة ايضاً بمدرسة التحليل البنائي.

اتجاه اوتورانك
يعد "رانك" بمثابة المجدد للفكر التحليلي النفسي, حيث تحدث عن القلق، الذي يعانيه الفرد وأرجعه إلى شعوره، بالانفصال عن امه عند الوالدة(صدمة الميلاد). وقد لاحقت نظرية "رانك" معارضة شديدة من قبل "فرويد" والتي اجبرت هذا الأخير على تعديل نظرية, الخاصة بنشوء القلق.
 ادت نظرية "رانك" إلى نشوء وظهور مصطلحات جديدة مثل النكوص او العودة إلى البد والألم، و القلق الأول، والحب الأول والرجوع إلى الرحم والاندماج مع الأم.
 كما استعمل "رانك"" مفهوم الإدارة في الحياة العملية، كواقع سيكولوجي اولي ، يتمثل في الصراع الحقيقي، والشعور بالذنب. وهذه الاهتمامات العلاجية، او ما يعرف بصدمة الميلاد، هي التي ارتكز عليها، العلاج بالتحليل النفسي، في امريكا . وابتعدوا فيها عن عقدة اوديب، وبعض مبادئ "فرويد". إلا ان جميع المصطلحات ، هي ذاتها التي استخدمها "فرويد" في مضمونها.

 المريض في اطار التحليل النفسي

‏ موانع التحليل النفسي:
التحليل النفسي، يمنع على الحالات المرضية, التي لا يبدي فيها المريض، الرغبة في المشاركة، في العملية التحليلية، أو الاستفادة منها، وأهم هذه الموائع أن يكون المريض طفلا لا يستطيع التعبير عن نفسه، أو من تجاوز الخمسين من العمر، فيصعب إجراء تغيير جذري، في حياته النفسية بالتحليل، ومن الموائع, أن يكون المريض، أقل من المتوسط في الذكاء. أو صاحب الذكاء المرتفع, وعقل جدي. أو ذو شخصية طلبة وغير قابلة للتحرر، وكذلك في حالة خلو المريض من أي حافز، أو رغبة في التغيير وعدم رضاه. وتعاونه، في العملية التحليلية.
اختيار الحالة المرضية المناسبة، اختيار المريض المناسب والحالة المناسبة للعلاج التحليلي، مسألة صعبة، فهذا الاختبار تتدخل فيه العوامل التي أشرنا إليها، من خصائص المريض, ودواعي التحليل معه، غير أن هناك عوامل أخرى لابد من أخذها بعين الاعتبار، وهي العوامل التي أدت، إلى تطوير أساليب التحليل النفسي وأهدافه، وإلى التقليص، من مجال استعمال العلاج التحليلي الكلاسيكي, ومن أهم هذه العوامل، هي ضرورة التيقن، من ان المشاكل النفسية القائمة، هي نتيجة لعوامل آنية، أو أنها من فعل عوامل قديمة، من التجارب والخبرات, او الصراعات النفسية، ومن البديهي ان تستدعي المشاكل النفسية الآنية، للدخول في عملية تحليلية طويلة، وتهدف إلى جلاء صراعات، قد يرتاح منها ويعود لها، والحالة الوحيدة التي يبرز فيها مثل هذا التحليل للمشاكل النفسية الآنية، هو عندما تكون المشاكل متكررة، مما يعطي الانطباع بأنها مكبوتات لأنماط طفولية.

 المحلل النفسي في الموقف التحليلي: يجب أن تتوفر فيه:
·       قدرته على إنجاز، بعض الأساليب الفنية ،على المريض، وعلى نفسه أيضا.
·       قدرته على استخدام، بعض العمليات التقنية, في داخله هو ذاته.

صفات المحلل النفسي:
-        فهم اللاشعور:
·       على المحلل، أن يهتم فعلاً بالشخصية، وبأسلوبها في الحياة، وبانفعالاتها أو بأفكارها. يجب أن يكون مدفوعا برغبة المعرفة, وبالبحث الدائم، عن الأساليب والأصول العلاجية.
·       على المحلل أن يصغي لمرضاه وأن لا يقع ضحية الملل، بل عليه أن ضاعف فضوله.
·       تمييز كل المؤثرات، بالإسناد إلى تغييرات النبرة. والإيقاع .والجمل التي يقدمها المريض وأن يفترض، وجود أذن صاغية موسيقية، ومحللة ومميزة، لنوع ونبرة الصوت، وهو فن اللسانيات واللغويات.
على المحلل، أن يكون قادرا على سماع المجهول, والغريب، والمقلق من مريضه بذهن مفتوح وبلا اشمئزاز.

صفات مرتبطة بالتواصل:
-         ممارسة الصمت
-         صفات مرتبطة بالاتزان التفاعلي: القدرة على الالتزام العاطفي, مع المريض، و ان يكون صادقا وجديرا بالثقة.

خصائص المحلل النفسي
عملية التحليل النفسي، هي عملية في غاية الدقة، فالمريض يتواصل مع المحلل النفسي لكي يستطيع فهم نفسه, ولكي يتمكن المحلل من هذا الفهم بدوره، فإنه يجب أن يتحلى بخصائص عديدة من حيث الشخصية والتدريب, ولعل أهم ما في شخصية المحلل هو توفر عامل التفاعل و التأثير والثقة مع المريض تكريسا لعمله التحليلي، وتجرده عن كل ما يخرج عن نطاق العملية التحليلية كما يفترض ان يكون المحلل خاليا من المشاكل النفسية، والتي لها ان تعترض عملية التحليل، ولابد من المرور بعملية تدريب, وتكوين في التحليل النفسي، تتراوح بين 5-8 سنوات.

دواعي التحليل النفسي

هناك اختلاف، بين ممثلي الحركة التحليلية، حول مجال تطبيق التحليل النفسي، فمنهم "فينشل" الذي وسع من مجال هذا التطبيق فشمل: الهيستريا، الأمراض التسلطية، الكأبة النفسية اضطرابات الشخصية, الانحرافات الجنسية .الحالات الشديدة من الكأبة والهياج والفصام، ومن المحللين من يستثني الأمراض العقلية، يقتصر على تحليلها فقط، حسب الأعراض المرضية، ويبرر الأعراض التالية للتحليل مثل حالات الهستيريا، وحالات القلق، الكأبة في أدوارها الأولى، اما اضطرابات الشخصية فإنها تلاءم التحليل، إذا كان للمريض الحافز الكافي أما المريض الرافض فلا جدوى من علاجه بهذا الأسلوب، ومثل ذلك ينطبق على الانحرافات الجنسية والإدمان.

تقنيات العلاج بالتحليل النفسي
1-  التداعي الحر
2-  التنفيس
@     الانفعالي بواسطة التنفيس
@     التنفيس الانفعالي الجماعي " دينامية الجماعة "
3-   السيكو دراما
أهداف العلاج بالسيكو دراما
·       الاستبصار, وتحرير الانفعالات والعاطفة المكبوتة.
·       التدرب على المرونة والأدائية، والتلقائية والتفعيلية.
·       ترجمة حية للأحاسيس والمشاعر والتعبير عن أحزان الماضي.
·       استرجاع للذاكرة المكبوتة.
·       معايشة المكبوت.
·       التعبير عن الاتجاهات الظاهرة والكامنة، السيئة والإيجابية.
·       تحدي لقدرات المرضى.
·       أطلاق حرية التعبير عن الصراعات, والإحباطات المعلنة والمستترة.
·       إعادة تأطير لمشكلة نفسية أو اجتماعية...فردية أو جماعية.
·       زيادة الوعى بأنماط الاستجابات الشاذة، والسلوكيات المستهجنة.
·       المعايشة الحقيقية للتجارب والخبرات.
·       زيادة إدراك الواقع وتقبله.
·       تحقيق الاستبصار الذاتي، و الجماعي.
·       الاستفادة من تفاعل الخبرات, وتعلم الجديد.
·       الاتجاه نحو التغير الإيجابي.
·       تحقيق التوافق العام, والتفاعل الاجتماعي السليم.


حالة استخدام العلاج السيكو دراما:








مع حالات الاضطرابات العقلية وخاصة الفصام.
1- حالت الاعتماد العقاقيري.
2- مشكلات الشيخوخة واضطراباتها.
3- مشكلات واضطرابات نذكر منها:
·       يعد العلاج التمثيلي بصفة عامة اساسيا، لدى المرضى السيكاتريين، وذوي الإعاقة.
·       المطولة في المستشفيات ،و المصحات.
·       كذلك فإنه فعال نسبيا مع ذوي الاضطرابات الوظيفية المعدية المعوية.
·       مع حالات العصاب والأزمات النفسية.
·       مع حالات ذوي الاحتياجات الخاصة.
·       يستخدم في المستشفيات العامة
·       مع حالات المرض المزمن.
·       مع حالات المعاناة من اثار وخبرات الصدمة.
·       كما تطبق السيكو دراما على حالات الإناث التي يعانين من خبرات، وصدمات
        وذلك بزيادة مهارات تأقلمهن لها.
·       و تظهر فعلية العلاج المسرحي كذلك مع حالات الإناث الحبالى، واللاتي  وضعن حديثا، ويحتجن لإرشادات الدور الأمومي، خاصة لدى الأمهات صغيرات السن (تحت العشرين).
·       مع حالات الصم.
·       كما تفيد في حالات تغيير المزاج.
·       مع حالات اضطراب صورة الجسم والذات لذوي الاضطرابات السيكوسوماتية.
·       في زيادة كفاءات الفريق التدريبية والأدائية.
·       مع حالات الفلق والعصاب الاجتماعي، وصعوبة إنجاز المهام الاجتماعية, والخوف الاجتماعي.
·       مع حالات السلوك العدواني، حيث أنها تساعد على التفعيل.
·       يستخدم في المجال العسكري.
·       كما تتجلى فائدتها في اتخاذ القرار, وفى التشخيص، وحتى في رسم الخطة العلاجية للمرضى.
·       تعد السيكو دراما ذات أهمية أيضا، لدى العاملين في الحقل الصحي بصفة عامة التعامل مع الضغوط الصحية.
·       تساعد الدراما النفسية في توفير فرص الابتكار أو الخلق و الإبداع لدى المرضى.
·       كما يساعد العلاج الدرامي وخاصة السيكو دراما على الارتقاء بالتلقائية.
·       يساعد العلاج التمثيلي والسيكو دراما على تعلم مهارات التعلم و التأقلم و المواجهة.
·       يفيد العلاج المسرحي, في تحديد ابعاد الاتجاهات الوالدية, كما يدركها ابناء ما قبل سن المدرسة فيما يتعلق بالعدل والظلم من قبل أباءهم، وليس الأمر قصراً على ذلك بل أيضا يعد مفيدا في تعديل الاتجاهات، وزيادة إيجابياتها.
·       كذلك الحال فيما يتعلق بالقضايا التي تنظر من قبل المحلفين، والمراد فيها تحديد مدى براءة او إجرام و إدانة الأطفال، في التوريطات الجنسية، فإن العلاج المسرحي وتقنيات لعب الدور مها تأثير جيد في ذلك.
·       كما يمكن استخدامها في الإرشاد الزواجي.
أن العلاج المسرحي، شأنه شأن غيره من العلاجات، يحتوي على قدرة كبيرة من التعليم , لذا فتعد السيكو دراما استراتيجية تدريسية, أي تنتمي إلى علم أصول التربية، والتدريس والمنهاج.
كما تظهر فعالية السيكو دراما التعليمية، في برامج تدريب طاقم التمريض السيكاتري، وتهيئة المرضى، للخروج من المؤسسات العلاجية، وأهم ما فيها، أنها تقدم ما يسمى بالدرس العلاجي.



ب. الاتجاه السلوكي المعرفي

1- العلاج السلوكي

ظهر العلاج السلوكي ،وتبلور على يد عدد من علماء النفس، من بينهم "جوزيف فوليه" و "لازاروس"، وإن كانت جذور هذا المنهج، تعود إلى الأعمال العلمية والتجارب التي أجراها علماء السلوكية على الحيوان ، في مجال تفسير عملية التعلم ومن روادها :"واطسون"، "سكينر"، "باندروا"، "هل" الثورونداي" و "بافلوف".
والعلاج السلوكي يقوم على تلك المحاولات من العلاج السلوك، والمرتبطة بظهور نظريات التعلم، ونتائجها . ليس هذا فحسب، بل تمتد إلى جوانب أخرى، من التقدم العلمي في نظريات الشخصية ،والنظريات السلوكية، والمعرفية والاجتماعية، في علم النفس، وهذا من خلال أعمال "جوزيف فوليه" التي اعتمدت على أساليب "بافلوف" في إحداث و إزالة، العصاب التجريبي لدى الحيوان، وظهر منها أسلوب التخلص التدريجي من الحساسية. والأعمال المستوحاة من بحوث تسكينر"، بتطبيق تكنولوجيا الاشتراط الإجرائي ، على المرضى، وعلى مر السنين، كمحاولات "دولارد" و "میلر" وقد صاغ اسكينر" مصطلح العلاج السلوكي. إذ أصبح يوصف العلاج السلوكي ، بأنه منهجا نظاميا شاملا في العلاج.

تعريف العلاج السلوكي:

يعرف العلاج النفسي السلوكي، على أنه المذهب القائم ، على السلوك السوي واللاسوي، عند الفرد، والذي يكتسب عن طريق التعلم وعملية الارتباط، أو فك الارتباط الشرطي، باستخدام معطيات "بافلوف". وهي جد متناضة، و غريبة عن التحليل النفسي، الذي يرى، أن السلوكية وضعت الفرد وشخصيته، في حالة موحدة، ويعالج بطيقة مباشرة Psychoterapies directives (2).
ويعرفه "Nober Sillary" على أنه، علم النفس الموضوعي، الذي ظهر على يد الواطسون" "Watson" الذي عرف علم النفس، على انه "دراسة للسلوك، بدلا عن اللاشعور والاستبطان". وحدد الدراسة، بملاحظة العضوية، في حالة مثير استجابة، سواء كانت شفاهية، أو حركية، والتي تكون غالبا، متكيفة مع الوضع إلى يومنا هذا، يعد العلاج السلوكي من أهم العلاجات، إذ انبثقت منه ما يعرف بالسلوكية الجديدة.

والتي ما زالت تعتمد على نظرية واطسون" ، "النظرية الموضوعية وأهمية الوسط" وعليه فأن العلاج السلوكي، هو ذلك العلاج، الذي يأخذ بعين الاعتبار الاضطرابات كاستجابة، لمثيرات تسبب فيها المحيط أو الوسط الذي يعيش فيه الفرد. ونستطيع عن طريق نظرية التعلم، فك الرابط الشرطي الاستجابة السلبية، بتقنيات العلاج السلوكي، فيختفي العرض، دون التوغل في أعماق الشخصية.

مجالات استخدام العلاج السلوكي :

و لقد ثبتت فاعلية العلاج السلوكي، في علاج بعض الاضطرابات، وعلى وجه الخصوص علاج الفوبيا و القلق ،و اللزمات القهرية ، والتبول اللاإرادي ، و الشذوذ الجنسي، وإدمان المخدرات والخمور، والأذهنة، كذالك الاضطرابات العقلية، و التدخين. وعليه فالعلاج السلوكي، يصلح لعلاج جميع حالات العصاب، وترجع فاعليته في تحقيق ما يلي:
·       قدرة المعالج السلوكي ، على الضبط والتحكم في وضع خطة العلاج.
·       اعتماد المعالج على تطبيق، بعض المبادئ التجريبية الثابتة.
·       بإمكان المعالج التحكم في كثافة، وقوة المثيرات ، المقدمة للمريض.. فمن خلال هذا فإن السلوكيين يرون، أن الاضطراب الانفعالي، ينتج عن أحد العوامل الآتية:
o      الفشل في اكتساب أو تعلم سلوك مناسب.
o      تعلم أساليب سلوكية غير مناسبة، أو مرضية.
o      مواجهة الفرد لمواقف متناقضة ، لا يستطيع معها اتخاذ قرار مناسب.
o      ربط استنتاجات الفرد بمنبهات جديدة الاستثارة الاستجابة .

مسلمات العلاج السلوكي:

* الاضطرابات النفسية، سلوك متعلم في تكوينه، و إزالته ،يخضع لنفس القوانين والنظريات التي يخضع لها السلوك السوي.
* الاضطرابات النفسية، قد تنشا ، من فشل الفرد في تعلم السلوكيات التوافقية، الناجحة ، و أي اضطراب نفسي ينشأ، يكون بسبب الصراع، الذي يتعرض له الفرد ، عندما يجد نفسه أمام هدفين المطلوب منه، أن يختار أحدهما، وأن يتحمل مسؤولية هذا الاختيار.

إجراءات العلاج السلوكي:
1.    تحديد السلوك المضطرب، والمطلوب تعديله أو تغييره. يتم ذلك في المقابلة العلاجية عن طريق، استخدام الاختبارات، والتقارير، لتحديد السلوك المضطرب.
2.    تحديد الظروف التي حدث فيها السلوك المضطرب، وذلك بفحص خبرات المريض وظروفه المختلفة.
3.    تحديد العوامل المسؤولة عن استمرار السلوك المضطرب.
4.    إعداد جدول إعادة التعلم.
5.    تعديل الظروف البيئية.
6.    و ينتهي العلاج ، عندما يتغير السلوك إلى الشكل المرغوب فيه.

تقنيات العلاج السلوكي:

التقنيات المستخدمة في معالجة الأفراد، الذين يعانون من اضطراب في سلوكهم. مع العلم انه لا يمكننا الجزم بأفضلية إحدى الطرق، على الطرائق الأخرى.

* الأسلوب السلوكي:

يعتمد هذا الأسلوب في العلاج ، على مفاهيم، والنظريات السلوكية الخاصة بتشكيل واكتساب السلوك، حيث أنهم يعتبرون السلوك الإنساني، السوي منه واللاسوي ، قابلا للتعلم، بمعنی أنه يمكن تشكيلة واكتسابه ، وكذلك محوه أو إطفاؤه، وينظرون إليه مباشرة دون البحث في الأسباب التي أدت إلى حدوثه. ويتعاملون معه، وفقا لأهم قاعدة في قواعد تعديل السلوك، التي نادی بها العالم الكبير "سكينر" ألا وهي (السلوك محكوم بنتائجه). ويرى ايضا، أنه التطبيق المنظم المبادئ التعلم، بهدف إحداث تغيرات مرغوبة في السلوك .
العلاج السلوكي شكل من أشكال العلاج النفسي. يعتمد على نظرية التعلم، ويفترض هذا الأسلوب في العلاج ، أن الأمراض العصابية هي حصيلة تعلم خاطئ، وعن طريق الاشراط.و يمكن إزالة هذه الأمراض عن طريق الاشراط أيضا. أو بمعنى آخر، عن طريق تعديل السلوك المرضي وتنمية السلوك الإرادي، السوي، لدى الفرد. ويمر الفرد بعد ذلك، الى ما يعرف لدى السلوكيين بالتدريب التوكيدي ( تحصين الذات، وتقويتها، عن طريق لعب الأدوار).

* التصحيح الذاتي:
وفي هذا الأسلوب يتم الطلب من الطفل القيام بتصحيح الخطأ الذي وقع فيه وزيادة عليه بمعنى إجباره على أن يمارس السلوكات الصحيحة.
التخلص من الحساسية التدريجي (التحصين التدريجي):
يتكون إجراء التحصين التدريجي من 4 مراحل هي:
             ‌أ-         تدريب مريض على الاسترخاء ، الذي يعرف بأنه توقف کامل لكل الانقباضات، والتقلصات العضلية المصاحبة للتوتر.
          ‌ب-        بتحديد المواقف المثيرة للقلق، مثل الخوف من الأماكن المرتفعة.
           ‌ج-       تدرج المواقف المثيرة للقلق موقفا فموقف، مع الاسترخاء.
مزايا العلاج السلوكي

1.    نسبة الشفاء باستخدام العلاج السلوكي، عالية جدا، قد تصل إلى 90% من الحالات، يسيرة على المعالجين، في استخدام أساليب مختلفة، لعلاج أنواع كثيرة من الأمراض النفسية.
2.    أثبتت نجاحا ملحوظا، في علاج المشكلات عند الأطفال السلوكية والنفسية.
3.    يركز على المشكلة أو العرض، مما يسهل معرفة نتيجة العلاج.
4.    يعتمد العلاج السلوكي على البحوث التجريبية العلمية، المضبوطة، القائمة على نظريات علمية.
5.    يسعى إلى تحقيق أهداف واضحة ومحددة، حيث يلعب المريض دورا، يتم فيه اكتشاف ما يعانيه.
يستغرق وقتا قصيرا في العلاج، مما يوفر المال والجهد.

*********************************************************************************


2. العلاج المعرفي:








ظهر العلاج المعرفي في سنة 1970، وذلك بعد تطور العديد من المناهج الأخرى. وهو علاج لا يتوجه إلى السلوك، بل إلى تفكير الفرد ، الذي أدى سلوك معين .ومن رواده "ألبرت إليس" ، الذي دارت اعماله حول العلاج العقلاني الانفعالي .وكذلك أعمال" إيرون بيك، الذي استخدم العلاج المعرفي في علاج الاكتئاب . وأعمال "میشن بوم"  و "باندورا"، عملوا كلهم ، على إدماج الاتجاه المعرفي مع الاتجاه السلوكي ، والذي يهدف إلى علاج طريقة التفكير، وتغيير المشاعر، بطريقة علاجية، تقوم على الحوار ،وتعديل فكرة غير منطقية، ويرى "ألبرت إليس" (1958) أن العلاج المعرفي، عبارة عن مدرسة حكمة ، وواقية تهدف إلى تقبل الفرد لذاته.

تعريف العلاج المعرفي:

هو العلاج ، الذي يعتمد فيه على تصحيح الأفكار الخاطئة ، عند المريض ،وبأسلوبه الذي اعتاده في حل مشاكله، إذ يعتمد المعالج على العمليات العقلية للمريض ، كالتخيل والتذكر والانتباه، بالنسبة للدوافع ، والانفعالات والسلوك.
و يعرفه البعض على أنه العلاج العقلاني، أو العلاج العقلاني الانفعالي ، أو العلاج المعرفي السلوكي. |
ويحدده" نوبار سيلامي"، على أنه ذلك العلاج، الذي يقوم بتعديل فكرة غير منطقية. ومهما كانت التسميات، والتعريفات فإن الاضطرابات الشخصية المتنوعة، عادة ما يصاحبها سلوكات غامضت متناقضة، وغير واقعية من ناحية التفكير عن الذات ،وعن البيئة والمحيط ، انطلاقا من مقدمات خاطئة، معتقدا أنها صحيحة، ويتمسك بها ،و يجادل ويحاول إثبات صحتها، وهي ناتجة عن التعلم الناقص و غير منطقية، بمعنى آخر، العلاج يكون معتمدا على المفاهيم الموجودة، لدى المريض، كما هي مشوهة وخاطئة، بحيث يتم إعادة بنائها، وتشكيلها، بمدركات تغير سلوكه، بكل بساطة ، عن طريق صياغة أكثر واقعية للخبرات، بواسطة تقنيات معرفية مختلفة.

أسس ومبادئ العلاج المعرفي:

1-   أن المشكلات النفسية ، هي نتاج قوي حتمية، أو اكتساب خاطئ أثناء التنشئة، وكذلك وجود أخطاء في التفكير، تؤدي إلى تحريف الواقع، وعدم إدراكه إدراكا صحيحا.
2-    ليس هناك تنشئة، أو معتقد ، أو فكر صحيح بدرجة مطلقة ،إذ تشوبها عراقيل تعوق
2-وصولنا للحقيقة.
3-   إن أخطاء التفكير ناتجة عن خبرات، و مقدمات خاطئة.
4-   تبعا للمواقف، يكون سلوك الأفراد واستجاباتهم، مع مراعاة الفروق الفردية.
5-   للوصول لعلاج مشكلة الفرد ، المتمثلة في مضمونه الخاطئ للواقع، نتبع نفس أسلوب علاج الفرد لمشاكله في حياته اليومية.
6-   أن مرونة فكر الإنسان، قابلة للتشكيل وإعادة البناء من جديد، تجعله أكثر واقعية، وقادر على إلغاء تفكيره المألوف.

المعالج المعرفي

هو المعالج، الذي يتناول عددا من الاضطرابات المختلفة ، عن طريق الاستكشاف، أو الفحص ، ثم يحاول تصحيح، أو تصويب أفكار المريض الخاطئة Faulty ideas . ويعتبر العلاج المعرفي، نمط من أنماط العلاج السلوكي، حيث يقوم بتعديل سلوك المريض، على أساس إلمام هذا الأخير، بعدد من المعلومات، والمعارف و الحقائق ، التي تخدم التغير اتجاهاته وسلوكاته.
اجراءات العلاج المعرفي

من العلماء الذين ينتمون إلى المدرسة المعرفية، وآمنوا بها ، وأقاموا لها تقنيات خاصة استخدموها مع مرضاهم "أرون بيك" "Aaron Beck" وهو من أهم مؤسسيه ، إذ يرى أن المريض، يستحدث رأيا عن نفسه، وعن ما يحيط به ماضيا ومستقبلا، مع علمه أن مقدمات خاطئة وذات نزعة خيالية مشوهة، ويرى "بيك" أن الأفكار التلقائية، الناتجة عن التشوه المعرفي جلية وواضحة في:
1. تفسير الأحداث، من وجهة نظر ذاتية.
2. التفكير بصورة متطرفة بين فكرتين متباعدتين ، أي تفكير مستقطب.
 3. المبالغة وخاصة في تعميم الفكرة.
4. تضخيم الحدث ، و إعطائه أهمية كبرى، أكبر بكثير مما هو عليه.
 5. العجز، وعدم القدرة على إدراك الأمور، على حقيقتها وواقعيتها ، و بمعنى آخر العجز المعرفي.
ومن وجهة نظره، فإن تصحيح نمط التفكير عند المريض، يكون بالتعامل مع مشاكله والمساهمة في تخفيف حدتها.

أسس العلاج المعرفي عند" بيك Beck:
* المشاركة العلاجية، لتوطيد المصداقية مع المريض.
*اختزال المشكلة، ومعرفة كيفية التعامل معها ، والتي تواجهه من مدخل عقلاني،   وأخر تجريبي سلوكي.
* رصد العمليات التفكيرية الغير سوية، بملئ الفراغات المعرفية، و إيجاد أسلوب للتفريق ،والتباعد بين الأفكار الإيجابية، والسلبية التلقائية، مما يجعل المريض، أمام اختبار دقيق وواقعي. وبالتالي الوصول إلى استنتاجات منطقية، و واضحة، تغير من القواعد المخالفة، والمعتمدة في تفكيره المرضي.

-" فكتور رايمي" Victor Raimy :
يرى هذا العالم، أن فتيات العلاج المعرفي، تقوم على فرض المفهوم الخاطئ، وأن الاضطرابات النفسية ، هي نتيجة لمعتقدات وقناعات خاطئة ، في إطار قاسي وغير موضوعي، وخاصة اتجاه الذات . هذا ما يدفع لسلوك غير منطقي ،نتيجة انهيار، وانهزام الذات. وهدفه من العلاج المعرفي، هو تغيير التصورات، والأفكار الخاطئة لدى المريض. بمعنى أخر تصحيحها وتعديلها ، وصولا إلى زوال اللاتوافق. ويستخدم المعالجون ،طريقة وفنيات "رايمي" الأربع وهي:
 1- محاولة العثور على مفاهيم، وتصورات خاطئة ، التي تحكم السلوك الغير مرغوب، وتغييرها من خلال الفحص، عن طريق تشجيع المريض، على الحديث عن نفسه ، وعن مفاهيمه الشخصية.
1-    محاولة تفسير، وتوضيح المفاهيم الخاطئة التي يتبناها المريض.
2-    تشجيع المريض على إثبات أفكاره الجديدة ببرهنة ذاتية ، على زيف و تشوه أفكاره القديمة ومفاهيمه حول ذاته ،وعلاقته بالآخرين.
3-      إعطاءه خبرة مغايرة، إزاء أفكاره، وتصوراته الخاطئة ، كالملاحظة ،فعلى المريض مراجعة معرفية للأفكار، والإدراكات ، وأخيرا الاستبصار بالأخطاء والأفكار المزيفة والمشوهة.

"ألبرت أليس "ELLIS:
وعرف باتجاهه للعلاج العقلاني الانفعالي، مستندا في ذلك على علاقة معادلة مبسطة، معروفة بنظرية A. B . C
A: الاستجابات العاطفية والانفعالية .
B: هو سبب ونتيجة ردود الأفعال السابقة.
C: هو النظام العقائدي للفرد.
يرى "أليس" أن الاستجابات العاطفية المشحونة ، والتي تتبع حادث الولادة، والحلقة الفارغة التي يدور فيها الفرد . وحدد إحدى عشر فكرة ، غیر عقلانية، يعتبرها مسؤولة عن العصاب وهي:
1.    يجب أن يكون الإنسان محبوب دائما.
2.    يجب أن يكون شخصا أكثر كفاءة ، و إنجازا.
3.    وصف الناس بالوضاعة والحقارة.
4.    من الكوارث، سير الأمور على غير ما يريده الإنسان، وما تسببه من إحباط.
5.    الظروف الخارجية هي سبب تعاسة الإنسان.
6.    الانشغال المبالغ فيه بالأمور الخطيرة.
7.    ضرورة تفادي المسؤوليات، والصعوبات الشخصية.
8.    ضرورة إستناد الفرد الأخرين بهدف المساعدة.
9.    الخبرات الماضية متصلة، ومحددة للسلوك الحاضر.
10. أن يحزن الفرد على مصير الآخرين، ومشاكلهم.
11. يجب أن يكون هناك حل صحيح، وكامل، لجميع مشكلات الحياة.
على هذا، فإن العلاج يكون بالاستناد إلى العلاج العقلاني الانفعالي ، للتقليل من القلق وقهر الذات، ومساعدة المريض، على التحليل المنطقي للأفكار، معتمدا على التقنيات التالية:
1-     أساليب معرفية: إعادة النظر في الأفكار، وتقديم المعلومات و الشرح ، بهدف أن يتخلى المريض عن كل الأفكار الخاطئة.
2-      أساليب تعميمية:
3- أساليب انفعالية إظهاريه ،قائمة على الوعظ العاطفي، والنمذجة، وهي أربع سياقات:
1. سياق الانتباه .
 2. سياق التخزين.
3. سياق الإنتاج الحركي.
4. سياق التحفيز.

مزايا العلاج المعرفي

-         العلاج المعرفي، يعالج الاضطرابات السلوكية، وأنماط سوء التكيف ، والعادات السيئة.
-         العلاج المعرفي، واضح، في علاج بعض الاضطرابات، والأمراض السيكوسوماتية ، إذ يساعد المرضى على التكيف، وبدء حياة جديدة.
-         يقوم العلاج المعرفي ، على الفحص الدقيق للمشكل، والتعرف على الظروف المحيطة
-         مستندا إلى تحليل النمو، والتعرف على إمكانيات المفحوص ،ومحدداته ،أي مواطن القوة والضعف، دون أن يتخلى، أو يتغاضى، عن تحليل العلاقات الاجتماعية.
-         يستند العلاج المعرفي السلوكي، على تحليل الحوافز، ومدى التحكم الذاتي، كما حددها "لازاروس "Lazarus.
1- السلوك 2- الانفعال 3- الإحساس 4- التصور 5- المعرفة 6- العلاقات الشخصية 7- الأدوية المتناولة 8- توقعات المفحوص 9- موقف المعالج .
- كما لا ننسى، أن الطريقة العلاجية، في النموذج المعرفي، مستمدة من مبادئ التعلم ومبادئ الأشراط الكلاسيكي، وما في ذلك، من التعزيز الإيجابي والسلبي، المادي والاجتماعي، دون أن ننسى التغذية المرشدة.
 ******************************************************************************
الاتجاه الإنساني


يعد هذا الاتجاه للعالم "کارل روجرز "، الذي ولد سنة 1902 بالولايات المتحدة الأمريكية . التحق بالجامعة ، عام 1919، لدراسة الزراعة ،ثم انتقل إلى دراسة التاريخ . عمل بعد تخرجه معالج نفسي في جمعية وقاية الأطفال من العنف ، و عمل أستاذ العلم النفس الإكلينيكي ، في جامعة أوهايو" ، ثم مدير للخدمات الإرشادية ، وأستاذ العلم النض " بشيكاغو مما بلور أفكاره . وقد قيم أهمية الإصغاء ، و التواصل، و بناء العلاقة مع المسترشد. صدر أول كتاب له سنة 1939 بعنوان: العلاج الإكلينيكي للطفل ذي المشكلات " وله عدة مؤلفات منها العلاج الإكلينيكي" "الإرشاد و العلاج النفسي" للعلاج المتمركز حول المسترشد الطريق إلى نموه كشخص ". ومن ثم أصبح عضوا في الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية .
تعريف العلاج المتمركز حول الزبون:

 تعريف العلاج عند "كارل روجرز و المعروف بالاتجاه الانساني : هر تلك الطريقة ، التي تعتمد على قطبين أساسيين، معالج و متعالج ، أو معالج و زبون يكون فيها المفحوص ، هو المركز، أو البؤرة . و منها جاءت تسمية العلاج الم تمركز حول الزبورو. تأتي من خلال إقامة علاقة عميقة ، تربط بين المعالج و المحتاج إلى مساعدة، و على المعالج أن يكون قادرا ، على تقديم هذه المساعدة.
     وتعني العلاج الغير موجه، و قام بتأسيسها كارل روجرز" ، على منطلقين أساسيين هما:

 1- منطلق نظرية المجال: وتبدو جلية ، في تأكيد " رجورز على ضرورة النظر إلى المفحوص من وجهة نظر المفحوص نفسه، و ليس كما يراه الآخرون، و بالتالي يضع الطرف الأخر نضيه مكان المفحوص، ليحس بإحساسه ، و يعيش معه في عالمه الخاص، و في مجاله. 

2- منطلق النظرية الحتمية: و هي مبادئ جان جاك روسو"، والتي تقرأن الإنسان خير بطبعه يعرف ما يليق به و باستطاعته تغيير سلوكه بنفيه و أن انحراف السلوك ، لا يحدث بسبب طبيعة المفحوص السيئة أو ميله للشر ، و إنما بسبب جهله أو عوائق بيئته ، التي تعترض طريقه، وتحول دون تحقيق اهدافه ، وقيامة بالسلوك المطلوب.

مفهوم الذات عند" كارل روجرز":

هي من أهم مكونات الشخصية عند " روجرز و الذات لديه ، هي جزء متميز من المجال الظواهري و يتكون من سلسلة المدركات ، و القيم عن "أناي أو نفسي". و الذات هي النواة التي تقوم حولها الشخصية، كما تنشأ من تفاعل الكائن العضوي مع البيئة. و لمفهوم الذات جوانب عدة:
1-   مفهوم الذات المدركة و هي تعني مدركات الفرد لذاته وتصوراته لها ، كما يدركها و يتصورها هو.
2-   مفهوم الذات الاجتماعية فهي محركات الأخرين ، لذات الفرد، وتصوراتهم عنه من خلال تعاملهم معه.
3-   مفهوم الذات الإنساني : يعني المدركات و التصورات الموجودة عند الفرد ، عن الصورة التي يجب أن يكون عليها، وهي صورة مثالية، يطمح الفرد الوصول إليها.
 يتأثر مفهوم الذات كذلك بعوامل مختلفة و، هي العوامل الوراثية و البيئية ، و الجماعة المرجعية للفرد، أي الأفراد المهمين في حياته و تتأثر كذلك بالنضج العلمي ، وبالتعليم و القيم و الدافع، ومنه فإن الذات تتميز بما يلي:
1-   أنها تنمو من تفاعل الفرد مع بيئته.
2-     أنها تحاول الوصول إلى الاتساق.
3-    أنها تمثل قيم الأخرين، و تدركها بطريقة مشوهة.
4-   يسلك الفرد أساليب تتسق مع الذات.
5-   الخبرات التي لا تتسق مع الذات، تدركها على أنها تهديدات.
6-   قد تتغير الذات بتأثير من النضج، و التعلم، و الخبرات البيئية. 

أهم مفاهيم نظرية "كارل روجرز" للذات:
1- مفهوم الكائن العضوي Organisme هو الفرد ككل ، و الذي يستجيب ككل منظم للمجال الظاهري، لإشباع حاجات مختلفة كما أن تحقيق الذات ، و صيانتها ، و ترقيتها هي دافع الكائن العضوي الأساسي.
2- مفهوم المجال الظاهري Phenomenalنر يعني الخبرة ، و تتميز بكونها شعورية أولا شعورية، حسب إمكانية تمثيل الخبرة تمثيلاً رمزيا وكيفية تعبير الفرد عنها، أو عجزه عن ذلك.
الشخصية عند كارل روجرز":
يری روجرز" أن بناء الشخصية عملية منفردة نسبياً، داخل الفرد. و كان معظم اهتمامه متجها نحو التغير في الشخصية لذلك لم يظهر في نظريته ، مفهوم متكامل ، حول الشخصية و إنما هناك  نقاط ظهرت في نظريته حول ديناميات الشخصية ، و الجهد كله اتجاه الذات كجزء منها و هي
1- الميل لتحقيق الذات المتميز بما يلي:
- خفض الدافع، الذي يكون مصدره بيولوجي.
 - ميل العضوية الاستقلالية عما يحيط بها.
- ميل العضوية للاستفادة من القابليات، و القدرات بدرجة مثلي.
 - ميل العضوية للإبداع و الخلق.
- ميل العضوية للنمو إلى أعلى مستوى من الفاعلية و التأثير.
2- إدراك العالم الظاهري : يكون ذلك من وجهة نظر الفرد لنقده ، لأن الأفراد مختلفون عنه ، في إدراك الأشياء و الأمور.

تقدير الذات عند كارل روجرز:
عندما ينمو الفرد ينمو معه وعيه وإدراكه لوجوده الشخصي، وكل ما يقوم به ، فيتكون لديه مفهوم الذات. يعيش الفرد على خبرات فيها ما يتضمن الإشباع و، فيها ما يتضمن الإحباط ، و هذا يجعله يطور شعوره بتقدير الذات ،خال مراحل نموه.
إن الحاجة لتقيير الذات مع الأخرين قد تكون إيجابية أو سلبية ، و يرى روجرز" أن تقدير الذات الإيجابي، يتعلمه الفرد أثناء تفاعله الإيجابي مع الأخرين بأسلوب شرطي أو غير شرطي و منه يعتبر أن سلوكه و افكاره تدرك من خلال تفاعله مع الأخرين.
أما سمات الشخصية غير المتوافقة ، عند كارل روجرز" و التي تحتاج إلى مساعد يتسم بـ :

أ- الغرابة:

پری "روجرز" أن الموقف الذي سبق شرحه ، هو جوهر اغتراب الإنسان ، فلا يعود صادقا مع نفسه و لا مع تقييمه الكلي الطبيعي للخبرة ، لأنه يحاول أن يحتفظ بالتقرير الإيجابي للأخرين. يزيف بعض قيمه ولا يدركها إلا في ضوء تقدير الأخرين لها . وهذا التطور سلبي للفرد يحدث مبكرا في الطفولة ، حيث يتعلم بعض القيم التي تجعل خير أمين مع نفسه و اذا نظر المرء إلى طفولته ، أو إلى معاملته لأطفاله فيعرف كيف يحدث هذا التعلم، يقوم الطفل بأفعال كثيرة، بطريقة فطرية لكنها تسبب غضب الأخرين أو رفضهم له . و عليه نجد التقدير الإيجابي ذا أهمية كبيرة عند الطفل فإنه يبدأ في تكوين شروط التقدير ، و التي تؤدي في النهاية إلى عدم الاتساق ، بين الذات و بين الخبرة، و من هنا تتوفر ظروف ضعف المناعة، أو وجود نقطة الضعف، و عدم التوافق النفسي.

ب. عدم انساف السلوك:

نتيجة لنشوء عدم الاتساق بين الذات والخبرة ،ينأ عدم الاتفاق في السلوك. إذ يكون سلوك الفرد متسقاً، مع تصوره لذاته، يعمل على تدعيم و توثيق تصور الذات ، بينما يكون البعض الأخر قائما على أساس شروط التقدير والذ يساعد على توسيع وتدعيم تصور الذات ، يوسع تلك الجوانب من الخبرة ، التي ليست جزءا من بناء الذات. و لكي تحتفظ الذات بدعمها لنفسها فسوف تحرف تلك الخبرات أو تنكر اعتبارها جزءا من خبرتها ، و يكون سلوك الإنسان في تلك الحالة متذبذبا، و غير متسق، و حبيس القلق.

ج- القلق:

إذا لم يتعرض سلوك الفرد إلى التحريف ، أو الإنكار ، وتم ترميزه بدقة في وعي الفرد ، فإن تصور الذات، سيتعرض لعدم الاتساق و تنشأ مشاعر القلق. إذ تنتهك شروط التقدير، و تحبط الحاجة إلى اعتبار الذات والخبرات التي تبدو ل الفرد، مهددة للتصورات الموجودة لديه سترفض بشدة و .إذا أحس الفرد بالخطر يهدده فلا خيار أمامه سوى الدفاع عن نفسه . و يتفق أصحاب نظرية الذات ، على أن ميكانيزمات الدفاع العام، التي أوردتها نظرية التحليل النفسي هي وسائل يستخدمها الفرد يواجه هذه التهديدات و تعمل ميكانيزمات الدفاع ، على منع الخبرات غير المتسقة ، مع تطور الذات من أن ترمز ترميزاً صحيحا في وعي الفرد .أي يتم تعليمها على الوجه الصحيح.

د- میکانیزمات الدفاع: 

تعمل میكانیزمات الدفاع على أن تجعل إدراك الخبرة متسقاً مع بناء الذات. ويتم هذا عن طريق الإدراك الانتقالي أو تحريف الخبرة الواقعية أو إنكار الخبر ة عن الوعي. فالشخص الذي يسقط مشاعره على الآخرين كما لو كانت ليست له ، استخدم وسائل الدفاع ،و الآخر الذي يستخدم التبرير، ليبرر تصرفا ، اتخذه باستخدام نفس الحيلة و في كلتا الحالتين يقوم الفرد بإنكار سلوكه، حتى يحمي اتساق تصرفه لذاته . فالحاجة إلى خداع الذات تنشأ بسب حاجة أقوي ، الا وهي الاحتفاظ باعتبار الذات اما الصعوبة التي تواجه ميكانيزمات الدفاع ،هي لا للسلوك المؤدي إلى القلق أو إلى تهديد الذات و لا للظروف ، التي دفعت الفرد إلي إنكار أو تحريف خبرته . فتغير من الناحية الواقعية، و يكون الفرد مجبرا ، على نمط من السلوك ، غیر مرن ولا توافقي.
ونتيجة لذلك ، تخلق دائرة مفرغة يزداد فيها تصلب القرد وجمود استجاباته ، مع ازدياد تحريف الخبرة الذاتية . و تمنع الفرد من القيام بوظائفه بكفاءة، لأن خبراته لا تدخل إلى الوعي، ولا يتم تمثيلها، داخل بناء الذات.

 هـ - السلوك غير التوافقي:

إذا كان الفرد على درجة من عدم الاتفاق بين تصوره لذاته و خبراته ، و يواجه فجأة بعدم الانسياق هذا في موقف خبرة لا يستطيع إنكارها ، أو تحريفه فإن عملية الدفاع لن تستطيع معالجة الموقف مما يؤدي به إلى القلق وسيتوقف هذا القلق ، على درجة تهديد الموقف اللذات.

كما يعتمد التوجه الإنساني لسلوك الفرد ، على عدة مبادئ أساسية:

1- الثبات النسبي للسلوك الإنساني
يعرف السلوك، على أنه فعل هادف يصدر عن الإنسان سواء كان جسميا ،أو عقليا أو انفعاليا، أو اجتماعياً نتيجة تفاعله مع البيئة كما أنه استجابته للمثيرات المختلفة و المعقدة، لوكات مستعملة و مكتسبة، خلال التنشئة الاجتماعية و التعليم. و قد يكون السلوك ثابتا إذا كانت الظروف واحدة.

2 - مرونة السلوك الإنساني:
إلى جانب مبدأ السلوك الثابت فاديا فهناك مبدأ أخر ، هو أن السلوك الإنساني يتسم بالمرونة، و القابلية للتعديل ، لأن التعلم، ليس إلا عملية تعديل السلوك و عليه فإن تدريب الإنسان على السلوك الجديد، يكون جليا ، كما هو الحال في الاضطرابات السلوكية.

 3 - السلوك الجماعي فردي اجتماعي:
إذا حققنا في السلوك الإنساني ناحظ أنه متأثر بالجماعة، لأنه في الأصل تعد مه منها، ففي الطفولة الأولى فؤم الوالدات بعملية التنشئة التي تمثل عملية تطبيع اجتماعي . و يتعلم الطفل أنماط السلوك، المقبولة اجتماعيا، للتعبير عن النفس، وتحقيق مطالبها. ثم بعد ذلك المدرسة لتكملة و متابعة دور الأسرة محيث تدرب الطفل ، و تعلم مختلف أشكال السلوك العقلي، و الانفعالي ، التي يقدرها المجتمع ، المعايير الاجتماعية هي المحك الذي يحدد السلوك الصحيح ، و الخاطئ و المقبول منه اجتماعيا ، و المرفوض فتصبح الحاجة منظم لسلوك الفرد ، و لابد للمرشد النفسي أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار .

منهج الاتجاه الإنساني

يتفق منهجه مع الاتجاه الاجتماعي في علم النفس و يتفق مع النزعة الفلسفية لـ "سقراط" من خلاله قوله :"أعرف نفسك". فمعرفة الإنسان لذاته ، هي أساس معرفته للعالم المحيط به. ولا يمكن بالتالي أن يكون إنسانا جاهلا ويعلم ما يحيط به . وهذا المبدأ ينطبق على المفحوص و المعالج أيضا.
فالإنسان لديه قدرة و إمكانيات قوة بداخله ، تحفظه و تدفعه نحو النضج، و اكتمال النمور تحقيق الذات و علوان الداع إطلاق سراح هذه القوة ، لتصبح واقعية، بدلا من كونها إمكانية كفكرة الوجود بقوة ،و الوجود بالفعل عند "أرسطو". و بالتالي يستطيع الإنسان ، أن يعلم القوى التي تكمن وراء معرفته الشعورية و كذلك الخبرات التي أخفاها هو عن نفسه بسبب طبيعتها التهديدية . وهذه تشبه نظرية، ووجهة نظر فرويد" عندما يتطرق إلى الشعور، و عن الحيل و اليات الدفاع و الصراعات اللاشعورية، التي تحدد الشعور الاضطراب و السلوكات العصابية.



إجراءات العلاج المتمركز حول الزبون:

بما أنها علاقة شخص بشخص (إقامة علاقة) ، المفحوص والمعالج. إذ يساعد المعالج المفحوص على تفهم نفسه و أكد "روجرز" على العلاقة المعقدة بين المعالج و المفحوص حيث يسودها الفهم و التعاطف و الثقة المتبادلة و، يتعايش الخبرات القديمة و الحاضرة . وتعتمد العلاقة العلاجية هذه على ثلاث مواقف يجب توفرها في المعالج:-
-         أن يكون المعالج جادا في استجابته ، و صلته بالمفحوص.
-         أن يكون متفهما و مقدر الحالة المفحوص .
-         أن يكون مهتما بالمفحوص، و ما يتصل به دون تملك أو تعلق.

وكذلك تقوم العملية العلاجية المتمركزة حول الزبون ، على أقطاب ثلاث:

1-   الزبون : او المفحوص: هو الشخصية التي يتمركز حولها العلاج ، و لديه محتوى محدد في مفهوم الذات الخاص، و يدرك و يعي عدم التطابق بين الذات و الخبرة ، و بين مفهوم الذات و الذات المثالية، و بالتالي التهديد الناجم عن ذلك.
 2- المعالج: او الفاحص: و هو الفرد الذي يقوم بالعملية العلاجية، و يشترط فيه ما يلي:
-         التوافق النفسي.
-         لديه الشفافية و الحديدية.
-         متقابل و بشوش دائما.
-         التطابق بين مفهومه لذاته، وخبراته، و ذاته المثالية.
-         يهتم بإخلاص لحالة المفحوص.
-         واسع الخبرة في علم النفس، و مجالات الحياة كافة.
2-   عقد العلاج : فيه يحاول كل من ، المعالج و المفحوص، تحديد عقد العلاج أو الإنفاق، وهو غير مكتوب يحددان فيه الموقف العلاجي ، و أبعاده ،و مسؤولية كل منهما، و إعطاء أهمية التقارير الذاتية للمفحوص كونه أفضل وسيلة لفهم سلوكه بنفسه ، ووجهة نظره، و إمكاناته المرجعية.

دور المعالج في العلاج المتمركز حول الزبون:
يبدأ المعالج في هذه الطريقة العلاجية بتصميم المقابلة و، فيها يشرح ل لمفحوص شروط الاتفاق أو العقد بينهما، و يوضح له، أن العمل من أجل حل مشاكله، مسؤوليته الشخصية.
 • أن معظم جهود المعالج تتركز حول توضيح مشاعر المريض ، التي عبر عنها و ليس من هدفه أن يصدر أحكاما، أو يعلق عليها.
• أن يخلق جو ، يشعر فيه المفحوص بقيمته الذاتية وقد أوضح " روجرز" أن هناك ستة شروط ضرورية و كافية و هي الآتي:

1-   أن يكون الشخصان في اتصال نفسي.
2-   أولهما المفحوص الذي يكون في حالة قلق، و عدم مسايرة.
3-   المعالج الذي يكون في حالة مسايرة ، أو تكامل ضمن العلاقة.
4-   المعالج يشعر بتقدير موجب ، غير شرطي تجاه المفحوص.
5-    المعالج يعيش الإطار المرجعي الداخلي، عقد المفحوص، و يحاول إيصال ما يخبره له.
6-   الترحيب بالمفحوص ، الذي يأتي بنفسه للعلاج ، و تشجيعه على الحديث .

أسلوب العلاج المتمركز حول الزبون :




1-   الاعتماد على التوجيه العقلي للمريض.
2-   تحقيق علاقة جيدة مع المفحوص ، خالية من الروابط العاطفية و من السيطرة و الضغط.
3-   لابد من توفر الحمام، و الشعور بالمسؤولية لدى المفحوص.
4-   السماح للمفحوص بالتعبير عن مشاعره او على أن يقبل المعالج كل ما يقوله.
5-   تحديد المشكلة ، و تعريف المفحوص بسهولة علاجها.
6-   البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث المشكلة بالبحث في تاريخ حياة المفحوص، و أسلوب تربيته و خبراته التي مر بها.
7-   أن يعرفه المفحوص خطة العلاج ، التي توضع له و بالاشتراك معه وما المعالج إلا مسؤول عن صحة هو موضوعية ، هذه الخطة و على المفحوص التنفيذ و ترجمة هذه الخطة إلى سلوك ، و كذلك أن يعرف المفحوص أن هدف هذه الخطة ، هو علاجه، و تحقيق الصحة النفسية لديه.
8-   على المعالج الالتزام بحدود الموقف العلاجي بأن يضع المعالج حدود العطف، مع المفحوص، أي أن تكون العلاقة العلاجية، علاقات بشرية وليست آلية.
العملية العلاجية
يقترح "روجر في مجال العلاج النفسي المتمركز حول الزبون ، استراتيجية خاصة بهدف تحسين فن الإصغاء و على كل مصغ ، أن يكون قادرا على تلخيص رؤية، ووجهة نظر الآخر. و يقول" روجرز": "عندما تكون قادرا على تبني وجهة نظر الآخر، فلابد من أن تغير رأيك بشكل كبير و سوف نلاحظ كيف بدي التوتر في المواجهة فجأة، و كيف تختفي الفروق، و ما يتبقى منها يصبح أكثر وضوحا، و عقلانية.
و يروأن القدرة على التعاطف، ليس امتياز يختص به الناس ذوي النوايا الطيبة فقط، إذ يمكن أن يتم استخدام التعاطف من قبل الذهانين و الأنانيين ، و المضللين . فكلما استطاع شخص ما الولوج إلى جوهر عالمنا الداخلي، سهل عليه استغلال البشر.
أهداف العلاج المتمركز حول الزبون:
1.    تحديد طاقة النمو داخل الفرد، سواء كانت كامنة ، أو معاقة.
2.    الكشف عن المشاعر ، و الدوافع المكبوتة التي تتمركز حولها المشكلة ، و كذلك الكشف عن الصراعات، التي يعاني منها المفحوص.
3.    تنمية رغبة المفحوص في أن يبني ذاته، و أن يدركها.
4.    مساعدة المفحوص ، على تقبل ذاته، و تحقيقها.
التركيز على المشاعر السلبية ، التي تصدر عن المفحوص، والتي قد تتحول نحو المعالج، بتشجيع المفحوص، على مواجهتها بصراحة، قد يعترف المفحوص، بأنها منحرفة و ضارة ويجب التخلص منها.

5.    تكوين مفهوم ذات إيجابي للمفحوص.
6.     استثمار المفحوص بالذات، و توجيه قدراته في اتجاه صحيح.
7.    تدعيم ثقة المفحوص بذاته
مزايا العلاج المتمركز حول الزبون:
1-   يتميز بوضوح نظرية الذات.
2-   هدف العلاج هو التوافق النفسي و الصحة النفسية . و ذلك بتحقيق نمو الشخصية وتحقيق التطابق، بين المجال الظاهري و مفهوم الذات.
3-   أحسن وسيلة لفهم المفحوص هي فهم الإطار المرجعي الداخلي ، و فهم عالمة الفردي و الخاص . أي فهم سلوكه من وجهة نظره هو.
4-   عندما نصل إلى فهم السلوك، نحقق التوافق، بين عالم المفحوص الداخلي، و الخارجي.
5-   ما دام مفهوم الذات يحدد السلوك فإنه أفضل أسلوب لإحداث التغير فيه، تعديل مفهوم الذات، من السالب إلى الموجب.
6-   تهيئة جو لفهم الدوافع و الحاجات ودراسة الاتجاهات و الإفصاح بالمشكلات ، و الكشف عن الذات.
7-   يقل التهديد و الدفاع ، و يعبر المفحوص شعوريا ، عن العوامل التي أدت ، و تؤدي إلى سوء توافقه النفسي.
8-   يزداد التطابق، بين مستويات مفهوم الذات، و الخبرة و المجال الظاهري.
ترتفع مكانة ، و تقبل المفحوص لذاته.


************************************************************************************************************************************************************

المراجع
المراجع العربية
1.    مدحت عبد الحميد أبو زيد: سلسلة الإرشاد والعلاج النفسي ،الإسكندرية، 2000.
2.    عبد الحمن العيسوي، العلاج النفسي، دار الراتب الجامعية ، بيروت، 1997
3.    فيصل عباس التحليل النفسي قديما وحديثا، دار الفكر العربي, 1995.
4.    محمد احمد النابلسي, الثقافة النفسية , بيروت 1991.
5.    سيجموند فرويد، محاضرات تمهديه في التحليل النفسي، ترجمة د. عزت أحمد راجح.
6.    محمد أحمد النابلسي، ، مبادئ العلاج النفسي ومدارسه، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1991.
7.    محمد عثمان البحاتي، علم النفس الإكلينيكي، دار الشروق، الجزائر،1983.
8.    عبد المنعم خفي, موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ، مكتبة مدبولي،1994.
9.    عز الدين اسماعيل نصوص قرآنية في النفس الإنسانية؛ دار النهضة للطباعة والنشر،1975،ص 154.
10.   زينب محمد شقير، علم النفس العبادي والمر مضي للأطفال الراشدين، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2002، ص 199-200.
11.   زینب محمد شقير، مرجع سابق، ص 201-205.
12.   فوزي محمد جبل، الصحة النفسية و سیکولوية الشخصية، المكتبة الجامعية الأزارطية، الإسكندرية، 2000، ص 206-261.
13.   حنان عبد الحميد العناني، الصحة النفسية، 2000، مرجع سابق، ص 184-185 .
14.   جمال متقال القاسم وأخرون، الاضطرابات السلوكية، عمان، دار صفاء، ط1، 2000، ص179.
15.   أحمد محمد عبد الخالق، أسس علم النفس، دار المعرفة الجامعية، الأزارطية، ط3، بدون سنة، ص 566
16.   مدحت عبد الحميد أبو زيد، العلاج النفسي وتطبيقاته الجماعية، بروتوكولات تحليلية سلوكية ومعرفية ولعبية، دار المعرفة الجامعية، الأزارطية، الجزء2، 2002، ص 127، ص132..
17.   محمد حمدي الحجار، مدخل علم النفس المرضي، دار النهضة العربية، ط1، بيروت، 1998، ص32.
18.   سعید حس الغره، نظريات الإرشاد و العلاج النفسي ، مكتبة دار النشر والتوزيع، 1999 - ص 109.
19.   عزيزة سمارة، محاضرات في التوجيه والإرشاد، 1999.ص50.
20.   يقوم نادر فهمي الريود، نظريات الارشاد و العلاج النفسي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان ، الأردن.1998 ص 182-183
21.   عبد الرحمان محمد العيسوي، الإرشاد و العلاج النفسي، (ب. ط)، الدار الجامعية، الإسكندرية، 2006، ص 59، ص 62.
22.   زینب محمود شقير، علم النفس العيادي و المرضي للأطفال و الراشدين ، دار الفكر للطباعة والنشر، عمان، الأردن . 2002، ص 234.

المراجع الاجنبية
1.    Collection mitrosofi® Encatta®2005.
2.    Jean Arsenean, Psychothérapie attention,1983. P97-115.
3.    AmndI.Wittig, Introduction 5 la psychologie, 1979, P79.
4.    Jean Arsenean, Psychotherapies mention,.l983. P97-115.
5.    Grand Dictionaries de la psychologie,l991. P631
6.    Thomas G Plante, Contemporary clinical psychology, Second Edition, 2005.P62.
7.    N. Sillary, Dictionnaire psychologie, La rousse, 2003.
8.    ovide Fontame, Introduction aux therapies comportementales P683.
9.    Nober sillany, Dictionnaire psychologie, 2003.P35.
10.  Andre Viel, Dictionnaire de psychologie.1977. P39.
11.  http://www.arabpsvnet.com/Journals/TCP/ICP23.html.











  1. أريد التداعي الحر

    ردحذف
  2. بحث تفصيلي جاهز عن العلاج النفسي موثق بالمراجع >>>>> Download Now

    >>>>> Download Full

    بحث تفصيلي جاهز عن العلاج النفسي موثق بالمراجع >>>>> Download LINK

    >>>>> Download Now

    بحث تفصيلي جاهز عن العلاج النفسي موثق بالمراجع >>>>> Download Full

    >>>>> Download LINK

    ردحذف

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

شـاهد عالـنت

2016