-->
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

بحث علمي عن أسس التوجيه والإرشاد النفسي موثق بالمراجع




أسس التوجيه والإرشاد النفسي




الأسس والمسلمات والمبادئ:
التوجه والإرشاد النفسي علم وفن يقوم على أسس عامة تتمثل في عدد من المسلمات والمبادئ التي تتعلق بالسلوك البشري والعميل وعملية الإرشاد، وعلى أسس فلسفية تتعلق بطبيعة الإنسان وأخلاقيات الإرشاد النفسي، وعلى أسس نفسية وتربوية تتعلق بالفروق الفردية والفروق بين الجنسين ومطالب النمو، وعلى أسس اجتماعية تتعلق بالفرد والجماعة ومصادر المجتمع، وعلى أسس عصبية وفسيولوجية تتعلق بالجهاز العصبي والحواس وأجهزة الجسم الأخرى.
ويلاحظ أن أسس التوجيه والإرشاد النفسي معقدة وليست بسيطة، ولكن كونها معقدة لا يعني أنها مختلطة أو مشوشة، إن الرياضيات مواد معقدة وليست بسيطة، ولكن له أسس ومبادئ ومسلمات ونظريات واضحة معروفة                                      "كارول ميلر Miller؛ 1965".
والهدف من دارسة أسس التوجيه والإرشاد النفسي هو وضع الأساس الذي يبنى عليه باقي موضوعات التوجيه والإرشاد كما سنرى في الفصول القادمة.
وأسس الإرشاد النفسي كثيرة، ولو تم تناولها جميعا لطال الكلام وضاق المجال، ولذلك فلا مناص من اختيار أهم الأسس والكلام عنها، أما ما يتكرر في مكان آخر فيترك إلى ذلك المكان. فمثلا من الأسس النفسية للإرشاد اعتبار عملية الإرشاد عملية تعلم، وهذا الأساس سوف يأتي الكلام عنه في عملية الإرشاد "في الفصل السادس" ولذلك تم إرجاؤه إلى ذلك الموضع ... وهكذا. وفيما يلي أسس التوجيه والإرشاد النفسي.
الأسس العامة "المسلمات والمبادئ":
ثبات السلوك الإنساني نسبيا وإمكان التنبؤ به:
السلوك هو أي نشاط حيوي هادف "جسمي أو عقلي أو اجتماعي أو انفعالي" يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة دينامية وتفاعل بينه وبين البيئة المحيطة به. والسلوك عبارة عن استجابة أو استجابات لمثيرات معينة. ويجب التفريق بين السلوك على أنه استجابة كلية وبين النشاط الفسيولوجي كاستجابات جزئية.
والسلوك خاصة أولية من خصائص الإنسان يتدرج من البساطة إلى التعقيد، وأبسط أنواع السلوك هو السلوك الانعكاسي Refexive Behaviour، ومن أعقد أنماطه السلوك الاجتماعي Socical Bevhaviour مثل سلوك الدور الاجتماعي، فالسلوكالانعكاسي محصور في الفرد ولا يحتاج إلى استخدام المراكز العقلية العليا في الجهاز العصبي، ومعظمه وراثي لا إرادي وغير اجتماعي. مثل سلوك الدور فإنه يتضمن علاقات بين أفراد الجماعة وبين الفرد والبيئة الاجتماعية، ويحتاج إلى تشغيل المراكز العقلية العليا، وهذا السلوك متعلم عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية ويتضمن اتصالا اجتماعيا، وهو إرادي ومحدود اجتماعيا  "حامد زهران، 1984".
والسلوك الإنساني في جملته مكتسب متعلم من خلال علمية التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم، وهو يكتسب صفة الثبات النسبي والتشابه بين الماضي والحضر والمستقبل، وكون السلوك الإنساني ثابتا نسبيا فإنه يمكن التنبؤ به بدقة عند الأشخاص العاديين وفي المواقف العادية تحت ظروف ومتغيرات عادية.
ولكي يكون هذا المبدأ صحيحا لا بد أن يضاف إليه استدراك هو "إذ تساوت الظروف والمتغيرات والعوامل الأخرى" Other variables being constant or oter things being equal فمثلا إذا نجح تلميذ بتفوق في الشهادة الابتدائية وكذلك في الشهادة الإعدادية وأيضا في الشهادة الثانوية، ويمكن القول -إن شاء الله وإذا تساوت الظروف والعوامل الأخرى- إن هذا الطالب سيكون متفوقا أيضا في التعليم الجامعي، وهذا المثل يدل على ثبات السلوك الإنساني نسبيا وعلى إمكان التنبؤ به إذا تساوت الظروف والمتغيرات والعوامل الأخرى.
والمرشد النفسي أخصائي تغيير وتعديل سلوك، ومن ثم يكون فهم السلوك ودراسة طرق تعديله وتغييره أمرا هاما في عملية الإرشاد، وفي ميدان التوجيه والإرشاد النفسي، لكي يمكن التنبؤ بالسلوك، يجب دراسة عينات ممثلة من سلوك الفرد في مواقف متنوعة في الحياة اليومية ودراسة تاريخ الفرد واستنتاج أسلوب حياته ويجب الإحاطة باتجاهات ومعايير النمو في الشخصية العادية ومعرفة العلاقات الاجتماعية وغير ذلك مما يمدنا به علم نفس النمو وعلم النفس الاجتماعي وغيرهما من ميادين علم النفس والإحصاء "دانيل فولمر وهارولد بيرنارد Fullmer & Bernard؛ 1972".
مرونة السلوك الإنساني:
السلوك الإنساني رغم ثباته النسبي، فإنه مرن وقابل للتعديل والتغيير. والثبات النسبي للسلوك الإنساني لا يعني جموده.
وقد يظن بعض الناس أن تعديل السلوك أمر صعب بسبب ثباته النسبي، ولكن انظر إلى مدرب الوحوش في السيرك، إنه يغير سلوكها ويعدله، ويحول السلوك الوحشي إلى سلوك أليف، ويحول الحيوان المفترس إلى حيوان أنيس، يكون هذا عن طريق التعليم والتدريب والترويض المتخصص. ويحكى لنا تاريخ علم النفس حكاية الطفل المتوحش، الذي عثر عليه في غابة أفيرون بفرنسا سنة 1798 وكان يعيش حتى بلغ الثانية عشرة مع الحيوانات محروما من المثيرات الاجتماعية الإنسانية. وقد وضع إيتارد Itard برنامجا يهدف إلى تنمية الناحية الاجتماعية عند هذا الطفل وتدريبه عقليا، وترويضه سلوكيا بصفة عامة، ونجح إيتارد في تعليم الطفل المتوحش الكلام وقراءة بعض الكلمات وضبط بعض الدافع، إلا أنه فشل في تدريبه على ضبط النفس والتوافق الاجتماعي الانفعالي، فقد كان الطفل ضعيف العقل، ويحكي لنا تاريخ علم النفس أيضا حكاية الطفلتين الذئبتين اللتين عثر عليها في أحد كهوف الهند سنة 1912، وكانتا تعيشان مع الذئاب عاريتان تمشيان على أربع، وتأكلان اللحم النيئ وتعلقان الطعام بالفم، ولغتهما همهمات وأصوات غريبة، وتظهران العداوة للآدميين، ونقلت الفتاتان إلى مدرسة الإرسالية البريطانية التي عثرت عليهما فأحرزتا تقدما ملحوظا وأنشأتا علاقات اجتماعية عاطفية، وتعلمتا أكل الطعام المطهو باليد وارتداء الملابس، وفهم اللغة البسيطة وحب الأطفال الآخرين.
وهكذا نرى أن السلوك الإنساني مرن وقابل للتعديل، ولا يقتصر مبدأ المرونة على السلوك الظاهري فقط بل يشمل التنظيم الأساسي للشخصية ومفهوم الذات مما يؤثر في السلوك، ولولا هذه المسلمة لما كان الإرشاد النفسي ولا العلاج النفسي ولا التربية ولا أي جهد يقوم أساسا على تعديل وتغيير السلوك المضطرب أو المرضي إلى السلوك سوي وعادي.
السلوك الإنساني فردي جماعي:
السلوك الإنساني فردي جماعي في نفس الوقت. وهناك فرع من فروع علم النفس هو علم النفس الفردي، وفي نفس الوقت هناك فرع آخر هو علم النفس الاجتماعي الذي يدرس سيكولوجية الفرد والجماعة والسلوك الاجتماعي كاستجابة للمثيرات الاجتماعية.
والسلوك الإنساني فردي اجتماعي مهما بدا فرديا بحتا أو اجتماعيا خالصا فسلوك الإنسان هو وحده يبدو فيه تأثير الجماعة، وسلوكه وهو مع الجماعة تبدو فيه آثار شخصيته وفرديته، ونحن نعرف أن الشخصية هي جملة السمات الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية التي تميز الشخص عن غيره. والمعايير الاجتماعية Social Noroms هي ميزان أو مقياس السلوك الاجتماعي، وهي السلوك النموذجي أو المثالي المحدد لما هو صحيح وما هو خطأ وما هو جائز وما هو غير جائز وما هو مباح وما هو عيب، أي أنها تحدد وتسهل سلوك الفرد والجماعة وتحدد السلوك المتوقع في المواقف الاجتماعية. والفرد يلعب عددا من الأدوار الاجتماعية Social Roles أي الوظائف الاجتماعية المتكاملة المتتالية، بمعنى أنه يقوم بدور أستاذ ودور أب ودور زوج ودور أخ ودور قائد أو تابع ... إلخ، وهذه الأدوار يتعلم الفرد المعايير السلوكية المحددة لها من الجماعة.
وللفرد اتجاهات اجتماعية Attitudes كثيرة نحو الأفراد والجماعات والمؤسسات والمواقف والموضوعات الاجتماعية، تتكون من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، ويكون منها اتجاهات موجبة أو سالبة، واتجاهات جامدة واتجاهات منفعلة في شكل تعصب.
وهكذا يمكن القول بأن الجماعة تعتبر بمثابة "نور موستات" السلوك الفردي، أي منظم السلوك الفردي، وأن السلوك الإنساني فردي اجتماعي.
وفي الإرشاد والعلاج النفسي نجد أن أي محاولة لتعديل أو تغيير سلوك الفرد لا بد أن تدخل في الحساب شخصية الفرد ومعايير الجماعة والأدوار الاجتماعية والاتجاهات السائدة والقيم ... إلخ، بما يحقق صالح كل من الفرد والجماعة. وفي الفصل التالي الذي يتناول نظريات الإرشاد النفسي ونجد نظرية المجال تؤكد أهمية المجال الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد.






استعداد الفرد للتوجيه والإرشاد:
الفرد العادي لديه استعداد للتوجيه والإرشاد مبني على وجود حاجة أساسية لديه للتوجيه والإرشاد، وكل منا حين يلتوي عليه أمر أو تعترضه مشكلة يلجأ إلى الآخرين طلبا للاستشارة والتوجيه والإرشاد.
والفرد العادي يكون لديه استبصار بحالته ويدرك حاجته إلى الإرشاد ويسعى إليه سعيا ويقبل عليه إقبالا برضى واختيار، وهذا يتضمن وجود الدافعية والإرادة والرغبة في التغيير. وهذا يعتبر أساسا هاما تقوم عليه عملية الإرشاد نفسها، فنحن لا نستطيع أن نقدم شيئا للإنسان ولا يتقبله أو ليس مستعدا لأن يتقبله. وحتى إذا أجبر العميل دون أن يكون لديه الاستعداد والإقبال والاهتمام فإنه يعطي للمرشد كما يقول المثل "أذن من طين وأذن من عجين"، ويكون المرشد في هذه الحالة كمن يطرق في حديد بارد، ولا يجدي الإرشاد ويشعر بالحاجة إليه ويقبل عليه ويثق في عملية الإرشاد ويتوقع الاستفادة منها حتى تحدث الاستفادة فعلا ويتحقق الهدف.
حق الفرد في التوجيه والإرشاد:
التوجيه والإرشاد حاجة نفسية هامة لدى الإنسان. ومن مطالب النمو السوي إشباع هذه الحاجة. وعلى هذا يكون التوجيه والإرشاد حقا من حقوق كل فرد حسب حاجته في أي مجتمع ديموقراطي، أي أن للفرد حقا على المجتمع في أن يوجه كإنسان.
ومن واجب الدولة توفير وتيسير خدمات التوجيه والإرشاد لكل فرد يحتاج إليها، فهي حق لمن ينمو في تطوره العادي ولمن يمر بمراحل حرجة ولمن يتعرض لمشكلات شخصية أو تربوية أو مهنية أو زواجية أو أسرية ... إلخ. فمثلا من حق كل تلميذ أن يتلقى خدمات الإرشاد التربوي والمهني، ومن حق التلميذ المشكل أن يتلقى خدمات إرشادية خاصة، كذلك من حق التلميذ المتفوق الذي لا يستغل كامل إمكاناته أن يتلقى خدمات إرشادية خاصة ... وهكذا.
إن خدمات التوجيه والإرشاد يجب أن تتوافر لكل فرد ولكل الفرد ككائن متكامل لتحقيق سعادته في كل ميادين حياته الشخصية والتربوية والمهنية ... إلخ.
يقول الشاعر: وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور لبيبا ولا تعصه
ونحن نجد من أشهر طرق الإرشاد النفسي طريقة أطلق عليها اسم يدل على كرامة الفرد وحقه في التوجيه والإرشاد، وهي طريقة الإرشاد النفسي الممركز حول العميل "كارول ميلر Miller؛ 1965" وهي الطريقة التي أطلق عليها كارل روجرز أخيرًا "الإرشاد الممركز حول الشخص".
حق الفرد في تقرير مصيره:
من أهم مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي الاعتراف بحرية الفرد ومقامه وقيمته وحقه في اختيار وتقرير مصيره. إن الفرد الحر شخص يعرف ذاته ويحققها وينميها، ويسعى لحل مشكلاته حين يقابلها، مختارا أفضل احتمالات الحلول. وهو يعرف أن حريته تحددها طبيعة شخصيته ومطالب بيته وهو يسعى لتحقيق مزيد من الحرية في إطار من المسئولية في ضوء خبرات الماضي وظروف الحاضر وتطلعات المستقبل، والفرد الحر يعرف أن حريته ترتبط بحريات الآخرين في إطار من التكامل، وأن من أهم مظاهر الحرية حرية الاختيار، وحرية اتخاذ القرار، وحق تقرير المصير والفرد الحر يتحمل مسئولية قراراته ونتائج سلوكه، وهو يسعى للحصول على المساعدة والتوجيه والإرشاد من الآخرين حين يحتاج إلى ذلك "إداورد جلانز Glanz؛ 1974".
إن الإرشاد إرشاد وليس إجبارا. وقد علمنا الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} وليس في الإرشاد أوامر ولا وعظ، ولا نصح ولا حلول جاهزة، إنه ليس شيئا يعمله المرشد للعميل ولكنه عملية مساعدة تتيح الفرصة للقوى الخيرة والإيجابية في الإنسان أن تعمل وأن تظهر فيستطيع أن يتعلم كيف يحل هو مشكلاته بالطريقة التي يراها مناسبة.
وهناك قاعدة أساسية وهي أنه "ليس هناك من هو أعرف بالفرد من نفسه".
يقول المثل العامي: "كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه".
وفي معايير النمو السوي نجد أن تقرير المصير وتحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل والقدرة على اتخاذ القرارات والاستقلال في السلوك والاعتماد على النفس وتحمل مسئولية الذات علامة هامة من علامات النضج الاجتماعي.
ومن أسس الإرشاد الثقة في الفرد واحترامه مهما كان جنسه أو لونه أو دينه أو مستواه الاجتماعي والاقتصادي، وإتاحة الفرصة أمامه لكي ينمو ويستغل إمكاناته وإمكانات بيئته إلى  أقصى حد. إن للفرد الحق في أن يدرس ما يشاء ويختار، وأن يعمل في العمل الذي يفضله، بالضبط كما أن له الحق في أن يأكل ما يشتهي "جين وارترز Wartaers 1964".
والفرد العادي وهو يقرر مصيره، وهو يختار لنفسه، لا يضع نفسه في وضع شقاء ولا يختار لنفسه طريقا منحرفا. فلا أحد يكتب نفسه شقيا عن قصد، اللهم إلا إذا كان مريضا أو مضطربا نفسيا، وهذا موضوع آخر.
وهكذا لا يقدم المرشد للعميل حلولا أو قرارات أو خططا جاهزة، ولكنه يساعد العميل في اقتراح الحلول ورسم الخطط واتخاذ القرارات بنفسه لنفسه، وتصور أننا نقدم لإنسان جائع طعاما ممضوغا، إنه لا يقبله، فضلا عن أنه لا يجوز. والأصوب هو مساعدته في الحصول على طعامه الذي يحبه ويختاره ويجهزه بالطريقة التي يفضلها ويأكله هو ويمضغه هو.
إن المساعدة في الإرشاد النفسي تقدم للعميل الذي له الحق في تقرير مصيره بطريقة "خذها أو اتركها، Take it or leave".
ونحن نجد أن حق الفرد في تقرير مصيره يقابله واجب ومسئولية عن فهم وتحقيق وتحسين وتوجيه ذاته.

تقبل العميل:
يقوم الإرشاد النفسي على أساس تقبل المرشد للعميل كما هو وبدون شروط وبلا حدود. وهذا أمر ضروري لتحقيق العلاقة الإرشادية الطيبة المطلوبة التي تتيح الثقة المتبادلة في العملية الإرشادية.
وميدان الإرشاد النفسي ليس ميدان تحقيق أو إصدار أحكام على السلوك والخبرات. إن العميل حين يلجأ إلى المرشد يلوذ به ليطمئن نفسيا، وله حق التقبل وسعة الصدر والطمأنينة والشعور بالأمن وإزالة الكرب ويجب أن يلمس العميل ذلك من خلال العلاقة الإرشادية.
وعلى العموم فإن الأساس هنا هو تقبل العميل ككل مهما كان سلوكه، وليس تقبل كل سلوكه أيا كان مليحه بقبيحه، فتقبل العميل شيء، وتقبل سلوكه شيء آخر. فقط يقوم العميل بسلوك شاذ أو غير سوي فلا يتقبله المرشد، ولكنه يساعد العميل على تغييره، إن تقبل السلوك السوي مقبول ومرغوب، أما تقبل السلوك غير السوي فقد يفسره العميل على أنه تشجيع لمثل هذا السلوك.
استمرار عملية الإرشاد:
عملية الإرشاد عملية مستمرة متتابعة من الطفولة إلى الكهولة، ومن المهد إلى اللحد. ففي الطفولة يقوم بها الوالدان حين يهرع إليهما الولد بمشكلاته، وفي المدرسة يقوم بها المرشد أو المعلم المرشد حين يلجأ إليه التلميذ. وهكذا في الحياة حين تطرأ المشكلات. يسعى الفرد للإرشاد لدى مرشد متخصص.
ونحن نعلم أن مشكلات الحياة العادية تستمر مع النمو العادي وتصاحبه ولا تقتصر على فترة معينة من النمو.
والمرشد الذي يقدم خدمات الإرشاد عليه أن يتابعها. والمتابعة تؤكد استمرار عملية الإرشاد. فالإرشاد ليس مجرد وصفة طبية أو دفعة مبدئية، ولكنه خدمة مستمرة منظمة.
وهكذا نجد أن الإرشاد عملية مستمرة ما دام الفرد ينمو، والنمو عملية مستمرة، ما دام من مناهجه المنهج التنموي والمنهج الوقائي.
الدين ركن أساسي:
الدين عنصر أساسي في حياة الإنسان. والتربية السليمة تشمل التربية الدينية. والنمو السوي يتضمن النمو الديني. والصحة النفسية تشتمل السعادة في الدنيا والدين.
والمعتقدات الدينية لكل من المرشد والعميل هامة وأساسية لأنها تعتبر ضوابط للسلوك ومعايير مقدسة محددة له وتؤثر في العلاقة الإرشادية.
ويقول بعض الكتاب إن الإرشاد عملية إنسانية يجب ألا تتدخل فيها أو تنعكس عليها المعتقدات الدينية للمرشد والعميل سواء اتفقت أو اختلفت.
وفي مقابل هؤلاء نجد بعد المتحمسين -كل لدينه- يضيفون للمرشد صفة دينية. فتجد كتابات عن "المرشد المسيحي" و"المرشد اليهودي" وفي مقابلها يجب أن يكون هناك كتابات عن "المرشد المسلم". ويحل البعض الموضوع بالحديث عن "المرشد المحترف" وحجتهم في ذلك أننا لا نستطيع أن نتحدث عن الأسلوب المسيحي في عملية جراحية ولا عن الأسلوب اليهودي في تعليم القراءة ولا عن الأسلوب الإسلامي في حل مسائل الحساب "مكجوان وشميت McGowan & Schmidt؛ 1962".
ويجمع المرشدون والمعالجون النفسيون على اختلاف أديانهم سواء كانوا مسلمين، أو يهودا أو مسيحيين على أن الإرشاد والعلاج النفسي يقوم على أساس ومفاهيم ومبادئ وأساليب دينية روحية "حامد زهران، 1975".
الأسس الفلسفية:
طبيعة الإنسان:
يعتبر مفهوم المرشد عن طبيعة الإنسان أحد الأسس الفلسفية التي يقوم عليها عمله، لأنه يرى نفسه ويرى العميل في ضوء هذا المفهوم.
وهناك الكثير من النظريات الفلسفية والنفسية والاجتماعية، التي تحاول تحديد طبيعة الإنسان، وهي تختلف فيما بينهما حول شيء واحد، وهو الإنسان، فمثلا نجد نظرية التحليل النفسي، والنظرية السلوكية، ونظرية المجال، ونظرية الذات، كل لها مسلماتها وفروضها والدراسات التي تقوم عليها وكل لها حقائق وقوانيين تؤكدها، وبينهما فروق "عبد السلام عبد الغفار، 1973".
وبعض النظريات مثل نظرية الذات لكارل روجرز Rogers؛ "1959" تنظر إلى الإنسان -كما نظرإليه جان جاك روسو Rousseau- على أنه خير بطبيعته، وتنظر إليه نظرة متفائلة باعتباره أفضل المخلوقات، وأن بعض الظروف والضغوط هي التي تفسده وتجعل سلوكه مضطربا. ومثل هذه النظرية يقوم عليها الإرشاد النفسي الممركز حول العميل، التي تركز على مساعدة الفرد في إزالة العوامل التي تحول دون تحقيق ذاته وطبيعته الخيرة، وهو يعرف نفسه داخليا بدرجة تفوق معرفته لأي شيء آخر. وفي نفس الوقت نجد نظرية مثل نظرية التحليل النفسي كما قدمها سيجموند فرويد Freud "1993" تنظر إلى سلوك الإنسان في تشاؤم على أنه شهواني عدواني. وبين هاتين النظريتين تقع نظريات مثل النظرية السلوكية، فترى أن الإنسان محايد أساسا وأن سلوكه يكون حسب ما يتعلم خيرا أو شرا سواء أو انحرافا وتوافقا أو اضطرابا "باتيرسون Patterson؛ 1967".
والله خلق الإنسان وهو أعلم بمن خلق. قال الله تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ولذلك فخير فهم لطبيعة الإنسان هو كما حددها الله سبحانه وتعالى. وأهم سمات طبيعة الإنسان كما حددها الله سبحانه وتعالى ما يلي:
-       الإنسان هو أفضل المخلوقات، كرمه الله وفضله على كل خلقه حتى الملائكة. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} وخلقه الله في أحسن تقويم. قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} . وعلمه ما لم يكن يعلم. قال تعالى: {بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} . وميزه بالعقل والتفكير والقدرة على الاختيار والتخطيط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اكتسب أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى". وهو خير بطبيعته يتميز بالعاطفة الدينية. وهو مخلوق طيب في كل عوامل النمو والصحة والتوافق السليم. وهو مخير في سلوكه وله إرادة حرة، وهو يدرك ذلك، ومن ثم فهو مسئول عن سلوكه. وحرية الاختيار نسبية وليست مطلقة فالإنسان لا يستطيع أن يختار ما لا يستطيع، وهو مسير في بعض أنماط سلوكه. قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} وقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} . وقال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن}.
-       هناك سمات أخرى للإنسان ذكرها الله في كتابه العزيز. ومن هذه السمات أن الإنسان يحب الشهوات من النساء والبنين والمال. قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} والإنسان ضعيف. قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} وهلوع، قال تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} عجول، قال تعالى: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولًا} يئوس، قال تعالى: {إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ} ، مجادل، قال تعالى: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} ، كفور، قال تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَكَفُورٌ} ، قتور، قال تعالى: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُورًا} ، يطغى، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى} ، ظلوم كفار جهول، قال تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} ، وقال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} .
-       ولقد كرم الله الإنسان وزوده بالدوافع التي تدفعه ليشبع حاجاته ويحافظ على حياته وعلى نوعه ويحيا حياة اجتماعية يحقق من خلالها ذاته وينجز وينفع الآخرين. كذلك فقد من الله على الإنسان وزوده بالعواطف والانفعالات التي يعبر بها عن نفسه حين يحب وحين يكره، وحين يخاف وحين يغضب وحين يفرح وحين يحزن، وحين ييأس وحين يغار وحين يحسد ... إلخ "حمدي الغرماوي، 1996".
-       وهكذا نرى أن عملية الإرشاد النفسي يجب أن تقوم على أساس فهم كامل لطبيعة الإنسان، ذلك أنها عملية فنية معقدة عميقة عمق الطبيعة البشرية نفسها "رسمية خليل، 1968".
أخلاقيات الإرشاد النفسي:
يركز الفلاسفة مثل سارتر Sarter على أهمية الأخلاق Ethics، ويقول: إن الفرد يجب أن يكون سلوكه حسنا صحيحا يؤدي إلى ما يحقق حريته وأمنه وحرية وأمن الآخرين.
ومعظم المرشدين والمعالجين النفسيين يعملون في هدي دستور أخلاقي يحكم سلوكهم ويلتزمون به في المواقف المهيئة لعملية الإرشاد لمصلحة المرشد والعميل والمجتمع والمهنة. ولقد نشرت جمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association؛ "1959" ورابطة المرشدين النفسيين الأمريكية American personael and Guidance Association؛ "1961" ما يمكن أن يسمى "الدستور الأخلاقي للمرشدين والمعالجين النفسيين" "نوردبيرج Nordberg، 1970 جون بيتروفيسا وآخرون. Pietrofesa et al؛ 1980".
وتتوالى الدراسات والبحوث العربية في المؤتمرات والندوات الكاملة حول أخلاقيات ومعايير وضوابط الخدمات النفسية بصفة عامة ومن بينها خدمات التوجيه والإرشاد النفسي.
" على سبيل المثال لا الحصر، عقدت "ندوة المعايير النفسية والاجتماعية والضوابط للخدمات النفسية" في الرياض بالمملكة العربية السعودية "جامعة الملك سعود" في مارس 1989، ومن البحوث التي قدمت فيها: الإرشاد النفسي: الواقع وضوابط ومعايير المهنة، معايير المرشد النفسي الكفء في المجتمعات الإسلامية"
ويهدف الدستور الأخلاقي للمرشدين والمعالجين النفسيين إلى تحقيق ما يلي:
- تعريف المرشد ما يجب عليه أن يعمله في عملية الإرشاد بصفة عامة، وفي مواقف الصراع والطوارئ التي قد تنشأ خلال الممارسة.
- تحديد مسئوليات المرشد تجاه العميل.
- تحديد حقوق المرشد وحدوده في العملية الإرشادية.
- تحديد الإطار الاجتماعي وحقوق المجتمع على كل من المرشد والعميل.
ومما هو جدير بالذكر أن أخلاقيات الإرشاد والعلاج النفسي لا تنفصل عن أخلاقيات علم النفس ولا عن أخلاقيات العلم ولا عن الأخلاقيات بصفة عامة.
وتتخلص أهم المبادئ الأخلاقية لمهنة الأخصائي النفسي بصفة عامة كما حددتها الجمعية النفسية الأمريكية في عشرة مبادئ هي:
1- تحمل المسئولية.
2- الكفاءة في العمل.
3- معايير آداب وتشريعات العمل.
4- تدعيم عامة المجتمع للخدمات.
- الائتمان على الأسرار والثقة.
6- العمل في صالح العميل.
7- توافر العلاقات المهنية الصحية بين العاملين.
8- توافر فنيات التشخيص والتقييم.
9- ضرورة المشاركة ببحوث مع الآخرين.
10- ضرورة استخدام الحيوان في بعض المواقف البحثية المضرة بالإنسان.
هذا وقد وضعت الجمعية المصرية للدراسات: النفسية ميثاقا أخلاقيا للمشتغلين بعلم النفس في مصر، ويتضمن هذا الميثاق الأخلاقي ما يلي:
1- مبادئ عامة: تتناول أهمية مظهر الأخصائي النفسي، والتزاماته نحو العميل، ونحو المجتمع وإجادته للطرق والأساليب المهنية، ومحافظته على الأسرار والبيانات الشخصية، وتحمله للمسئولية المهنية، ورفع قيمة المهنة في نظر الآخرين.
2- القياس النفسي: يتضمن الميثاق الأخلاقيات الخاصة بإعداد وتأليف وتقنين ونشر الاختبارات والمقاييس النفسية واستخدامها.
3- البحوث والتجارب: يشتمل الميثاق على الأخلاقيات الخاصة بالبحوث والتجارب وأهدافها العلمية وسلامة إجراءاتها علميا وعمليا.
4- التشخيص والعلاج: يحتوي الميثاق على الأخلاقيات الخاصة بالتشخيص الدقيق والعلاج السليم في إطار برنامج مخطط، ودون إرهاق العميل في التكاليف.
5- التدريس والتدريب: يشير الميثاق إلى أخلاقيات التدريس وتدريب الطلاب والأخصائيين الجدد وتوفير الخبرات لهم.
6- العمل في المؤسسات: يشير الميثاق إلى أخلاقيات العمل في المؤسسات المهنية والإنتاجية بالأسلوب العلمي.





وفيما يلي كلمة عن أهم أخلاقيات الإرشاد النفسي:
العلم والخبرة: الإرشاد النفسي خدمات متخصصة. ومن ثم يجب أن يكون المرشد مؤهلا ومزودا بالعلم والمعرفة المتخصصة والخبرات والمهارات اللازمة لذلك، وأن يكون دئما حريصا على التزود بالمعلومات الأكاديمية وعلى دراية بالدراسة والبحوث في ميدان التوجيه والإرشاد.
الترخيص: هذا شرط أساسي لممارسة الإرشاد النفسي وتحمل مسئولياته، أي أنه لا بد أن يكون من يقوم بعملية الإرشاد النفسي مؤهلا علميا وعمليا ومرخصا له بهذا العمل من قبل الجهات العلمية والرسمية، وهذا من باب إعطاء القوس باريها، وإعطاء "العيش لخبازه".
القسم: وقبل أن يحصل المرشد أو المعالج على الترخيص بممارسة الإرشاد أو العلاج النفسي لا بد أن يقسم قسم المهنة الذي من أهم بنوده مراعاة الله في عمله ومراعاة أخلاقيات المهنة.
سرية المعلومات: وسرية المعلومات تحتل مكانا هاما بين أخلاقيات الإرشاد، ولا شك أن الكثير من ما يدور في مقابلات الإرشاد أمور شخصية وخاصة وسرية. وكما يقول المثل "الناس أسرار"، وسرية المعلومات واجب وأمانة على المرشد، ذلك لأن المرشد يتوصل إلى أسرار وخصوصيات العميل مباشرة أو عن طريق وسائل الإرشاد مثل الاختبارات وغيرها في إطار من الثقة المتبادلة. والسرية واجبة على المرشد وحق للعميل.
 والمرشد مسئول عن المحافظة على أسرار العميل وليس له الحق في تسجيلها إلا بعد استئذان العميل. والقانون يؤاخذ المرشد أو المعالج إذا أساء استخدام الأسرار وإذا أباح بسر يضر العميل ماديا أو معنويا أو يشوه سمعته ومكانته أو حتى يحرجه. والمعلومات السرية تكون سرية على الجميع حتى على رجال القانون، ولا يمكن أن يباح بأي سر إلا بتصريح من العميل "يحسن أن يكون كتابيا". والسرية نسبية وليست مطلقة تماما وتتوقف على طبيعة المعلومات، فمن المعلومات التي لا تدخل في إطار السرية المعلومات العامة التي يعرفها الجميع، ولا تمس خصوصيات العميل والتي يمكن أن يباح بها في موقف تعليمي دون ذكر الاسم أو ما يدل عليه أو في مؤتمر دراسة الحالة وفقط لأعضاء فريق الإرشاد النفسي، وفي بعض الحالات للوالدين.
 ويلاحظ أنه إذا كان من الضروري أن يكتب المرشد تقريرا عن العميل فيجب أن يقتصر على تحديد التشخيص وما اتخذ من إجراءات إرشادية ولا يتضمن أي معلومات سرية "وارمان Warman؛ 1963". وتقدير مدى السرية متروك لحكمة المرشد وحسن تقديره. ويرى أليكساندر شنايدرز Schneiders "1963" أن حق السرية يسقط في بعض الحالات منها حالات العدوان المباشر على المرشد أو على سمعته ومكانته، أو الإضرار به، ومنها إلحاق الضرر بطرف ثالث بريء، ومنها العدوان على الصالح العام وحقوق المجتمع، ومنها حدوث ضرر مؤكد للمرشد إذا تم الاحتفاظ بالسر. وفي كل حالات جواز البوح يكون بهدف رفع الضرر عن الطرف المضار بما لا يضر العميل وبشرط أن يكون الذي يباح له بالسر مهنيا ومسئولا بدوره عن الاحتفاظ بهذا السر.
العلاقة المهنية: لا بد أن تكون العلاقة الإرشادية بين المرشد والعميل علاقة مهنية في إطار محدد من المعايير الاجتماعية الدينية والأخلاقية والقانونية المعروفة حتى يجد العميل فيها خبرة حقيقية لعلاقة أخلاقية نظيفة مع إنسان آخر. وينبغي ألا تتطور العلاقة المهنية إلى أي نوع آخر من العلاقات.
العمل المخلص: الإرشاد النفسي عمل إنساني من الدرجة الأولى، ويحتاج إلى الإخلاص ويتضمن ذلك تقديم أكبر قدر ممكن من العمل المخلص، واستخدام أنسب وأجدى الوسائل والطرق الإرشادية التي تتفق مع حاجات العميل ومشكلته، حتى يشعر المرشد بالرضا وراحة الضمير حين يبتغي وجه الله ولا يبتغي مجدا أو فائدة مادية أو شخصية، وبحيث لا تتدخل في العمل أمور شخصية قد تفسده. قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} وقال تعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} .
العمل كفريق: يجب أن يقوم بعملية الإرشاد النفسي فريق متكامل متعاون من الأخصائيين مثل المرشد النفسي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي، وغيرهم، بحيث يتيح فرصة تقديم الخدمات المتخصصة من كافة النواحي حتى يحقق الهدف، ومن المعروف أن معظم المشكلات، والاضطرابات النفسية لها أسبابها الاجتماعية ومظاهرها الجسمية وعناصرها النفسية وآثارها الاجتماعية ... وهكذا.
احترام اختصاص الزملاء: يجب احترام اختصاص الزملاء في فريق الإرشاد النفسي واحترام عملهم وتقديره وعدم القيام بعمل من اختصاص الآخرين مهما ظن ذلك سهلا يمكن أن يقوم به أي إنسان.
الاستثشارة المتبادلة: يجب القيام بالاستشارة المتبادلة مع الزملاء والخبراء والاستعانة بالأخصائيين الآخرين خاصة في الحالات الحدية أو الغريبة، فأحيانا قد يحتاج المرشد إلى مشورة طبيب الأعصاب أو الطبيب الباطني أو حتى المحامي.
الإحالة: يجب على المرشد إحالة العميل إلا أخصائي آخر إذا تطلب الأمر بمجرد إدراك الحاجة إلى ذلك، كأن تكون الحالة ليست من اختصاصه أو ليست في حدود إمكاناته أو تحتاج إلى الاستعانة بأخصائي آخر، وذلك حفظا على مصلحة كل من المرشد والعميل كما في حالة الشك في وجود مرض عقلي أو عضوي.
كرامة المهنة: الإرشاد النفسي مهنة ولا بد من المحافظة على كرامة المهنة في علاقة المرشد بالعملاء وبالجمهور بصفة عامة. فلا يصح أن يعرض المرشد خدماته الإرشادية على الناس في الأماكن العامة وفي الجلسات العامة وفي وسائل الإعلام، وحتى في حالة الإعلان يجب أن يحافظ على كرامة المهنة. إن الإرشاد النفسي مهنة لها مكانتها ومكانها ولا بد أن يسعى إليها من يحتاج إليها " يقول المثل العامي: "الخواجة ما يتنقلش للزبون". كذلك يجب اتباع السلوك الشخصي والمهني الذي يتفق مع كرامة المهنة.
التكاليف: في حالة الإرشاد الذي يدفع العميل تكاليفه يجب أن تكون التكاليف بالمعروف دون استغلال، ودون إرهاق للعميل، ويجب ألا تتحكم في عملية الإرشاد نفسها مهما كانت الظروف، وفي حالة الإرشاد المجاني على حساب الدولة يجب أن يعطي المرشد حق العميل كاملا في الخدمة بإخلاص وكأنه يدفع التكاليف فعلا، فالمسألة أولا وآخرا مسألة ضمير وأخلاق.
أسس فلسفية أخرى:
هناك بعض الأسس الفلسفة الأخرى وأهمها:
الكينونة والصيرورة: Being and Becoming
الكينونة هي أي ما يوجد أو ما يمكن أن يوجد. وكل الكائنات الموجودة فعلا أو المحتمل وجودها مادية كانت أو روحية بسيطة أو معقدة تدخل في إطار الكينونة والصيرورة تتضمن التغير. والكينونة والصيرورة متكاملان وبينهما تغير يبقى على الكينونة ويؤدي إلى الصيرورة. فمثلا الطفل الصغير ينمو ويصير راشدا كبيرا، أي أن الذي كان طفلا وصار راشدا ما زال نفس الشخص. وكل شيء في الإنسان يتغير مع الزمن والنمو، فلا شيء في الإنسان في لحظة معينة يظل كما كان منذ عشر سنوات خلت أو حتى من عشر ثوان مضت. ولكن الشخص ما زال هو الشخص، أي أن هناك أشياء في الشخص تظل كما هي بينما أشياء أخرى تتغير، ومعنى ذلك أنه ليس هناك جديد لأن ما يسمى جديدا جاء من قديم كائن ولا يمكن أن يأتي من لا شيء، لأنه لا شيء يأتي من لا شيء، ومفهوم التغير قائم لأننا نعيش في عالم متغير. وفي الإرشاد النفسي لدينا المرشد والعميل وعيادة أو مركز الإرشاد، ويكون الإرشاد النفسي فقط عندما يكون هناك شخص يقدم له الإرشاد وينظر إلى هذا الشخص ككائن يتغير رغم بقائه نفس الشخص.
الجماليات Aesthetics:
الجماليات فرع من الفلسفة يدرس الفن والجمال، ويهتم المرشدون بالجماليات كأساس من الأسس الفلسفية للإرشاد النفسي على أساس أن تقدير الجمال وتذوقه جزء هام في مساعدة العميل في توافقه للحياة.
المنطق Logic: المنطق فرع من الفلسفة يدرس قواعد التفكير الصحيح، ولمعرفته جيدا يجب دراسة موضوعات مثل الاستقراء والاستنباط والمنطق الرياضي ... إلخ وتحتاج عملية الإرشاد إلى دراسة المنطق وقواعده الأساسية إذ أن كثيرا من المناقشات في المقابلات الإرشادية تحتاج إلى التفكير المنطقي، وهناك من أساليب الإرشاد النفسي المختصر أسلوب الإقناع المنطقي الذي يقوم على تحديد أسباب السلوك المضطرب من أفكار ومعتقدات غير منطقية والتخلص منها بالإقناع المنطقي وإعادة العميل إلى التفكير المنطقي.
الأسس النفسية والتربوية:
الفروق الفردية Individual Differences:
الفروق الفردية مبدأ وقانون عام وأساسي في علم النفس يهتم بدراسته علم النفس الفارق وعلم النفس الفردي، وحيث أن التوجيه والإرشاد حق لكل فرد، فإن مسألة الفروق الفردية تصبح ذات أهمية كبيرة، ونحن نعلم أن أي معلم يدخل الصف الأول الابتدائي حيث التعليم إلزامي للكل يجد التوزيع الاعتدال الذي يبرز الفروق الفردية في القدرات، وغيرها. فبالنسبة للتوزيع العادي للذكاء مثلا: يجد أن العاديين يتابعونه، والمتفوقين يستسهلون ما يقوله، والمتخلفين يحاولون متابعته دون جدوى، ولا بد من وضع هذه الفروق الفردية في الحساب في تعليمهم وإرشادهم.
والأفراد يختلفون كما وكيفا، وعلى نطاق واسع وشامل يظهر في كافة مظاهر الشخصية جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا، وليس هناك معادلات معروفة تنطبق على كل الأفراد في أي جزء من برنامج التوجيه والإرشاد النفسي. إن لكل فرد عالمه الخاص الفريد وشخصيته الفريدة المميزة عن باقي الأفراد وله حاجاته وقدراته وميوله، وهو يختلف عن كل من سواه بسبب سماته الموروثة وخصائصه المكتسبة. ولا يوجد اثنان على وجه الأرض صورة واحدة طبق الأصل. وحتى التوائم المتماثلة التي تنشأ من بويضة واحدة ذات بداية واحدة في النمو من كافة مظاهره سرعان من يختلفان بسبب العوامل البيئية المتعددة التي تؤثر في النمو.
وحتى إدراك الفرد لذاته يختلف عن إدراك الآخرين لها، وإدراكه للبيئة يختلف عن إدراك الآخرين لها. وإدراك الفرد لذاته ولبيئته يتأثر بعوامل كثيرة منها مستوى نموه ومستوى تعليمه وطبقته الاجتماعية والمجتمع الذي يعيش فيه.
وما نراه من اتفاق في الإدراك العام بين الأفراد مرجعه وجود الخبرات المشتركة المتشابهة بصفة عامة، وحتى هذا الاتفاق لا يكون تاما، ولكنه يكون متقاربا. وهذا التقارب هو الذي يؤدي إلى التفاهم والتوافق.
يقول الشاعر: والناس يجمعهم شمل وبينهم ... في العقل فرق وفي الآداب والحسب
وهكذا نرى أن الفروق الفردية توضع في الحساب تماما في الإرشاد النفسي. فالمرشد عليه أن يعرف فيما يتعلق بأسباب المشكلات النفسية مثلا أن بعض العوامل المسببة بصفة عامة قد تسبب مشكلة عند فرد ولا تسبب مشكلة عند فرد آخر، ونحن نعرف أن النار التي تذيب الدهن هي نفسها التي تجعل البيض يتجمد. فقد تحدث كارثة في أسرة فتصقل شخصية فرد وتهدم شخصية فرد آخر. ففي ضوء مبدأ الفروق الفردية تعدد طرق الإرشاد وليس ثمة طريقة واحدة تناسب كل العملاء لما بينهم من فروق فردية.
الفروق بين الجنسين Sex Differences:
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الجنسين وبينهما فروق فسيولوجية واجتماعية وعقلية وانفعالية، وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما في إبراز الفروق بين الجنسين في الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها أفراد كل من الجنسين، ويكفي للتمثيل على ذلك بعض الفروق الخاصة في القدرات وفي الاتجاهات وفي الميول في المعايير الاجتماعية المتعلقة باللبس والعمل المتاح ... إلخ.
ومعروف في عالم المهنة أن هناك مهنا تكاد ترتبط بالجنس، أي أنه يوجد مهن "رجالي" ومهن "نسائي". ومن أمثلة المهن التي يفضلها ويجيدها الذكور القوات المسلحة والصناعات الثقيلة والتعدين. ومن أمثلة المهن التي تفضلها تجيدها الإناث السكرتارية والتدريس والتمريض والخدمة الاجتماعية.
وإلى جانب الفروق بين الجنسين حيويا هناك فروق نفسية، ونحن نعرف أن الذكورة النفسية أو الأنوثة النفسية تحدد في ضوء ما إذا كان سلوك الفرد أكثر ميلا نحو السلوك الذكري أو نحو السلوك الأنثوي بصرف النظر عن جنسه حيويا. وفي الإرشاد النفسي نجد أن بعد الذكورة/ الأنوثة Masculinity/ Femininity أمر مهم لأنه لا يمكن القول أن عملية الإرشاد تكون واحدة وينطبق فيها على الإناث ما ينطبق على الذكور.
مطالب النمو Develppmental Tasks:
يتطلب النمو النفسي السوي للفرد في كل مرحلة من مراحل نموه عدة أشياء. وهذه الأشياء يجب أن يتعلمها الفرد لكي يصبح سعيدا وناجحا في حياته، إنها مطالب النمو التي تظهر في مراحله المتتابعة "روبرت هافيجهرست Havighurst؛ 1972".
وتوضح مطالب النمو المستويات الضرورية التي تحدد كل خطوات نمو الفرد، وتصلح مطالب النمو في توجيه العملية التربوية والعملية الإرشادية، وتبين مطالب النمو مدى تحقيق الفرد لذاته وإشباعه لحاجاته وفقا لمستوى نضجه وتطور خبراته التي تتناسب مع مرحلة النمو.
وتنتج مطالب النمو من تفاعل مظاهر النمو العضوي "كما في تعلم المشي" وآثار الثقافة القائمة "كما في تعلم القراءة" ومستوى طموح الفرد "كما في اختيار المهنة".
ويؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد، ويسهل تحقيق مطالب النمو الأخرى، في نفس المرحلة وفي المراحل التالية. ويلاحظ أن تحقيق مطالب النمو يحتاج إلى تعلم واتخاذ قرارات، وهذا واجب أساسي في عملية الإرشاد النفسي وفي العملية التربوية بصفة عامة.
وفي نفس الوقت فإن عدم تحقيق مطالب النمو يؤدي إلى شقاء الفرد وفشله وصعوبة تحقيق مطالب النمو الأخرى في نفس المرحلة وفي المراحل التالية.
وهكذا نلاحظ ترابط مطالب النمو، فإذا أخذنا في الاعتبار النمو المتكامل للشخصية وضرورة تحقيق مطالب النمو وأهميته، نجد أن هناك تكاملا أفقيا ورأسيا في السلوك بمعنى أن الفرد الذي يحقق مطلبا من مطالب النمو تحقيقا حسنا يميل إلى تحقيق باقي المطالب في المرحلة بدرجة حسنة أيضا، وهو أيضا يميل إلى الاستمرار في تحقيق مطالب النمو في المراحل التالية بدرجة مماثلة من النجاح "مارجريت بينيت Bennett؛ 1963".
وفيما يلي أهم مطالب النمو خلال مراحل النمو المتتابعة:






مطالب النمو في مرحلة الطفولة:
 المحافظة على الحياة، تعلم المشي، تعلم استخدام العضلات الصغيرة، تعلم الأكل تعلم الكلام، تعلم ضبط الإخراج وعاداته، تعلم الفروق بين الجنسين، تعلم المهارات الجسمية الحركية اللازمة للألعاب وألوان النشاط العادية، تحقيق التوازن الفسيولوجي، تعلم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب، تعلم المهارات العقلية المعرفية الأخرى اللازمة لشئون الحياة اليومية، تعلم الطرق الواقعية في دراسة والتحكم في البيئة، تعلم قواعد الأمن والسلامة، تعلم ما ينبغي توقعه من الآخرين وخاصة الوالدين والرفاق، تعلم التفاعل الاجتماعي مع رفاق السن وتكوين الصداقات والاتصال بالآخرين والتوافق الاجتماعي، تكوين الضمير وتعلم الدور الجنسي في الحياة، تكوين اتجاهات سليمة نحو الجماعات والمؤسسات والمنظمات الاجتماعية، تكوين المفاهيم والمدركات الخاصة بالحياة اليومية، تعلم المشاركة في المسئولية، تعلم ممارسة الاستقلال الشخصي، تكوين مفاهيم بسيطة عن الواقع الاجتماعي، نمو مفهوم الذات واكتساب اتجاه سليم نحو الذات، الشعور بالثقة في الذات وفي الآخرين، تحقيق الأمن الانفعالي، تعلم الارتباط الانفعالي بالوالدين والإخوة والآخرين، تعلم ضبط الانفعالات وضبط النفس.
مطالب النمو في مرحلة المراهقة:
 نمو مفهوم سوي للجسم وتقبل الجسم، تقبل الدور الجنسي في الحياة، تقبل التغيرات التي تحدث نتيجة للنمو الجسمي والفسيولوجي والتوافق معها، تكوين المهارات والمفاهيم العقلية الضرورية للإنسان الصالح، واستكمال التعليم، تكوين علاقات جديدة طيبة ناضجة مع رفاق السن من الجنسين، نمو الثقة في الذات والشعور الواضح بكيان الفرد، تقبل المسئولية الاجتماعية، امتداد الاهتمامات إلى خارج حدود الذات، واختيار مهنة والاستعداد لها "جسميا وعقليا وانفعاليا واجتماعيا"، تحقيق الاستقلال اقتصاديا، وضبط النفس بخصوص السلوك الجنسي، الاستعداد للزواج، والحياة الأسرية، تكوين المهارات والمفاهيم للازمة للاشتراك في الحياة المدنية للمجتمع، معرفة السلوك الاجتماعي المعياري المقبول الذي يقوم على المسئولية وممارسته، نمو والقيام بالدور الاجتماعي الجنسي السليم، اكتساب قيم مختارة ناضجة تتفق مع الصورة العملية للعالم الذي نعيش فيه، إعادة تنظيم الذات ونمو ضبط الذات، بلوغ الاستقلال الانفعالي عن الوالدين وعن الكبار.
مطالب النمو في مرحلة الرشد:
 تقبل التغيرات الجسمية التي تحدث في هذه المرحلة والتوافق معها، توسيع الخبرات العقلية المعرفية بأكبر قدر مستطاع، اختيار الزوج، الحياة مع زوجة أو زوج، تكوين الأسرة وتحقيق التوافق الأسري، تربية الأولاد والقيام بعملية التنشئة الاجتماعية لهم، التطبيع والاندماج الاجتماعي، ممارسة المهنة وتحقيق التوافق المهني، تكوين مستوى اقتصادي مناسب مستقر والمحافظة عليه، ممارسة الحقوق المدنية وتحمل المسئولية الاجتماعية والوطنية، إيجاد روابط اجتماعية تتفق مع الحياة الجديدة، تكوين وتنمية الهوايات المناسبة لهذه المرحلة، تقبل الوالدين والشيوخ معاملتهم معاملة طيبة والتوافق لأسلوب حياتهم، تكوين فلسفة عملية للحياة، تحقيق الاتزان الانفعالي.
مطالب النمو في مرحلة الشيوخة:
التوافق بالنسبة للضعف الجسمي والمتاعب الصحية المصحابة لهذه المرحلة، القيام بأي نشاط ممكن يتلائم مع قدرات الشيخ، تحقيق ميول نشطة وتنويع الاهتمامات، التوافق بالنسبة للإحالة إلى التقاعد أو ترك العمل، التوافق بالنسبة لنقص الدخل نسبيا، الاستعداد لتقبل المساعدة من الآخرين وتقدير ذلك، والتوافق بالنسبة للتغيرات الأسرية وترك الأولاد للأسرة واستقلالهم في أسرهم الجديدة، التوافق لموت الزوج أو الأصدقاء، تنمية وتعميق العلاقات الاجتماعية القائمة بين الأقران، تكوين علاقات اجتماعية جديدة، تحقيق التوافق مع رفاق السن، الوفاء بالالتزامات الاجتماعية في حدود الإمكانات، تقبل الواجبات الاجتماعية والوطنية، تقبل التغير الاجتماعي المستمر والتوافق معه ومع الجيل التالي، تهيئة الجو النفسي والصحي المناسب للحياة الصالحة لهذه المرحلة.
مطالب النمو العامة في كل المراحل:
نمو استغلال الإمكانات الجسمية إلى أقصى حد ممكن، تحقيق الصحة الجسمية، تكوين عادات سليمة في الغذاء والنوم والتريض والوقاية الصحية، تعلم المهارات الجسمية الضرورية للنمو السليم، حسن المظهر الجسمي العام، النمو العقلي المعرفي، واستغلال الإمكانات العقلية إلى أقصى حد ممكن، تحصيل أكبر قدر ممكن من المعرفة والثقافة العامة وعادات التفكير الواضح، ونمو اللغة وسلامة التعبير عن النفس، تنمية الابتكار، تنمية مهارات جديدة، النمو الاجتماعي المتوافق إلى أقصى حد مستطاع، تقبل الذات والثقة بالذات، تقبل الواقع وتكوين اتجاهات وقيم سليمة، التقدم المستمر نحو السلوك الأكثر نضجا، المشاركة الابتكارية المسئولة في الأسرة والجماعات الأخرى، الاتصال والتفاعل السليم في حدود البيئة، الاستمتاع بالحياة التي يستمتع بها الآخرون، توسيع دائرة الميول والاهتمامات والهوايات، تنمية المهارات الاجتماعية التي تحقق التوافق الاجتماعي السوي، تحقيق النمو الأخلاقي والديني القويم، النمو الانفعالي إلى أقصى درجة ممكنة، تحقيق الصحة النفسية بكافة الوسائل، إشباع الغرائز مثل الغريزة الجنسية والوالدية والميل إلى الاجتماع ... إلخ تحقيق الدوافع للإنجاز والنبوغ والتفوق ... إلخ، إشباع الحاجات مثل الحاجة إلى الأمن والانتماء والمكانة والتقدير والحب والمحبة والتوافق والمعرفة وتنمية القدرات والنجاح والدفاع عن النفس والضبط والتوجيه والحرية ... إلخ.
الأسس الاجتماعية:
الاهتمام بالفرد كعضو في جماعة:
هذا المبدأ مكمل للمبدأ القائل:
إن السلوك الإنساني فردي اجتماعي، فالفرد لا يعيش فردا في المجتمع، وإن الإنسان كائن اجتماعي من اللحظة الأولى لولادته ومنذ أن تلقاه والداه بالفرحة ودأبا على تنشئته اجتماعيا من مهده، تلك العملية التي يسهم فيها مؤسسات ووكالات اجتماعية أخرى كالرفاق والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة والثقافة بصفة عامة, والفرد يعيش في واقع اجتماعي له معايير وقيم، وهو يعيش في جماعة ليست مجرد مجموعة من الأفراد وإنما هي كيان اجتماعي يؤثر في الفرد.
وفي الإرشاد والعلاج النفسي توجد طريقة ممتازة وهي الإرشاد الجماعي ينتظر أن تكون أبرز طرق الإرشاد النفسي في المستقبل فالحضارة المتقدمة السريعة التغير وأمراض الحضارة ستصبح من الكثرة بحيث تحتم الإرشاد الجماعي لقلة الأخصائيين مهما كثر عددهم "ويأتي الكلام عن الإرشاد الجماعي في الفصل السابع".
ولأهمية اعتبار الفرد كعضو في جماعة بل في جماعات كثيرة له فيها أدوار اجتماعية يقوم الإرشاد الجماعي على أساس دراسة ديناميات الجماعة وعملية التفاعل الاجتماعي وعمليات المسايرة والمغايرة في السلوك. وهناك نوعان من الضغط الاجتماعي أحدهما توجهه الجماعة إلى الفرد، والآخر ينشأ دخل الفرد، وكلاهما يدفع الفرد دفعا إلى مسايرة معايير الجماعة والالتزام بها، وهذا يستغل تماما في عملية الإرشاد.
ويتأثر السلوك الاجتماعي للفرد بالجماعات التي ينتمي إليها وخاصة الجماعة المرجعية Reference Group وهي الجماعة التي يرجع إليها الفرد في تقييم سلوكه الاجتماعي والتي يلعب فيها أحب الأدوار الاجتماعية إلى نفسه وهي أكثر الجماعات إشباعا لحاجات الفرد، ويشارك أعضاءها الدوافع والميول والاتجاهات، والقيم والمعايير والمثل ويتوحد معها، وهي تؤثر في سلوك الفرد فتحدد مستويات طموحه وإطاره المرجعي للسلوك "حامد زهران، 1984".
كذلك يتأثر الفرد بالثقافة الاجتماعية التي ينتمي إليها بما فيها من عادات وتقاليد وعرف أو أخلاقيات وفولكلور ... إلخ، وكل فرد يتحمس لجماعته المرجعية وثقافته وقد يتعصب لها ويرى ويعتقد أن أساليبها السلوكية هي أصبح الأساليب.
وقد يكون الفرد عضوا في جماعة أقلية في المجتمع الكبير. وجماعة أقلية لها سيكولوجيتها وسوسيولوجيتها. وقد تكون هذه الأقلية دينية أو سلالية أو مهنية أو لغوية، وقد تكون أقلية ممتازة أو مواطنين من الدرجة الثانية ... إلخ.
ونحن نجد أن الفرد يعيش في وسط اجتماعي ثقافي يتأثر به لدرجة أن شخصية الفرد مع وضوح الفرق الفردية تقترب من الشخصية الأساسية التي تأخذ من شخصية الأمة وتعطيها.
وهكذا نجد أنه حتى بالنسبة لهدف الإرشاد النفسي وهو تحقيق الذات والتوافق والصحة النفسية يتضمن شعور الفرد والسعادة مع نفسه ومع الآخرين. أي أن المرشد وهو يتعامل مع العميل يضع في حسابه أنه دائما عضو في جماعة ويعيش في مجال اجتماعي.

الاستفادة من كل مصادر المجتمع:
يستفيد المسئولون عن برنامج التوجيه والإرشاد النفسي من المساعدات الممكنة من سائر المؤسسات الاجتماعية.
ومن أهم المصادر والمؤسسات التي تقدم مساعدات قيمة:
 المؤسسات الدينية، ومؤسسات الخدمة الاجتماعية، ومؤسسات التأهيل المهني، ومؤسسات رعاية المعوقين ... وغيرها.
وتعتبر المدرسة أكثر المؤسسات الاجتماعية أهمية من حيث قدرتها على تقديم الخدمات الإرشادية لأكبر عدد من أطفال المجتمع وشبابه، سواء عن طريق المرشدين أو عن طريق المعلمين المرشدين.
الأسس العصبية والفسيولوجية:




النفس والجسم:
العميل إنسان له جسم يتكون من عدد من الأجهزة الحيوية مثل الجهاز العصبي والجهاز الدوري والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وجهاز الغدد ... إلخ.
وكل جهاز يتكون من أعضاء تتكون بدورها من أنسجة تتكون من خلايا لها خصائص معينة، وتتخصص في أداء وظائف مختلفة. فهناك الخلايا العصبية والأنسجة التي تتخصص في التوصيل العصبي، وهناك خلايا وأنسجة الغدد التي تتخصص في الإفراز ... وهكذا.
والإنسان يسلك في محيطه البيئي كوحدة نفسية جسمية، تتأثر الحالة النفسية بالحالة الجسمية -والعكس الصحيح- في توازن تحت الظروف العادية لشخصية سوية متوافقة. والجسم يعتبر وسيطا بين البيئة الخارجية وبين الذات ككيان نفسي، ويؤدي الضغط الانفعالي الشديد المزمن واضطراب الشخصية إلى أن يضطرب هذا التوازن.
ونحن نعلم أنه لا يوجد جسم بدون نفس إلا الجماد والجثث، ولا يوجد نفس بدون جسم إلا الأرواح والأشباح، ولا يوجد اضطراب جسمي بحت يؤثر في الجسم دون النفس، ولا يوجد اضطراب نفسي بحت يؤثر في النفس دون الجسم.
ونحن نعلم أن أهم الأمثلة التي توضح الارتباط الوثيق بين النفس والجسم تأثير الانفعال النفسي على العمليات الفسيولوجية، أي على وظائف أعضاء الجسم. فانفعال الحزن يؤدي إلى انسكاب الدموع، وانفعال الغضب يؤدي إلى إسراع ضربات القلب.
 وانفعال الخجل يؤدي إلى احمرار الوجه، وانفعال الخوف يؤدي إلى شحوب الوجه، والقلق يؤدي إلى فقدان الشهية، ومن المعروف أنه كما يسبب المرض الجسمي الاكتئاب، فإن الإرهاق العصبي يؤثر في وظائف أعضاء الجسم المختلفة.
وهكذا يحتاج المرشد النفسي إلى دراسة ومعرفة عصبية فسيولوجية حتى يتمكن من مساعدة عملائه، إنه لا بد أن يعرف -إلى جانب دراسته النفسية- شيئا من الجسم حيث التكوين والوظيفة وعلاقتها بالسلوك بصفة عامة، ويكفي للتدليل على ذلك أن عملية الإرشاد نفسها تتضمن عملية تعلم، ويقوم المخ وبقية الجهاز العصبي بدور رئيسي في عملية التعلم عصبيا وفسيولوجيا وبالإضافة إلى ذلك يحتاج المرشد إلى التفريق بين الاضطرابات العادية والاضطرابات الهستيرية والاضطرابات النفسية الجسمية والاضطرابات العضوية.
الجهاز العصبي Neervous System:
الجهاز العصبي هو الجهاز الحيوي الرئيسي الذي يسيطر على أجهزة الجسم الأخرى برسائل عصبية خاصة تنتقل الإحساسات المختلفة "المثيرات" الداخلية والخارجية ويستجيب لها في شكل تعليمات إلى أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى تكيف نشاط الجسم وموائمته لوظائفه المختلفة الإرادية واللاإرادية الضرورية للحياة بانتظام وتكامل، وبفضل الجهاز العصبي يستطيع الجسم أن يتفاعل مع بيئته الداخلية والخارجية ولا يسمح المجال هنا بالتفصيل دراسة الجهاز العصبي، ولكن يمكن الرجوع إلى مراجع علم النفس الفسيولوجي للتفصيل "للإيجاز انظر حامد زهران، 1997".
ووحدة النسيج العصبي هي الخلية العصبية ومحورها وتشعباته، ومن خصائصها المميزة أنها إذا تلفت لا تتجدد ولا تعوض.
والأعصاب تتكون من حزمة من محاور وألياف عصبية، ووظيفتها هي توصيل الإشارات العصبية بين المخ والحبل الشوكي، والجهاز العصبي الذاتي من جهة وبين جميع أجزاء الجسم من جهة أخرى، أي أنها تعمل في اتجاهين، فمنها: أعصاب مستقبلة "موردة" حسية، وأعصاب مرسلة "مصدرة" حركية، وأعصاب متوسطة "موصلة" مشتركة "حسية حركية".






وينقسم الجهاز العصبي إلى:
الجهاز العصبي المركزي Central Neervous System: وهو الذي يتحكم في السلوك الإرادي للإنسان  ويشمل:
- المخ Brain: لقد كرم الله الإنسان ووهبه مخا كبيرا هو الأساس في تقدير السلوك، يمكنه من السلوك بمرونة وتوافق مع البيئة وتوجيه سلوكه توجيها ذكيا، ويتركب المخ من القشرة واللب، ويحيط به السائل المخي الشوكي والسحايا لحمايته وتغذيته، وله ثلاثة أجزاء رئيسية هي:
المخ المقدمي: ووظيفته بصفة عامة هي العلميات العقلية العليا والإحساس والحركة الإرادية ينقسم إلى فصوص هي: الفص الجبهي "الأمامي" وهو مركز الوظائف العقلية العليا كالإدراك والتفكير، والفص الجداري "الجانبي" وهو مركز الإحساس غير المخصص كاللمس والألم، والفص الصدغي وفيه مركز السمع، والفص القذالي "الخلفي" وفيه مركز البصر، وبينهما شقوق.
- المخ المتوسط: بين المخ المقدمي والمخ المؤخري ويشمل: فخذي المخ "وهما يربطان القنطرة بفصي المخ وبالحبل الشوكي وبالمخيخ ويمر بهما المحاور الحساسة الصاعدة والمحاور الحركية النازلة، والأجسام التأومية الأربعة "التي تتصل بحاسة البصر وحاسة السمع"، ويليه سرير المخ "وهو مركز استقبال الإحساسات وتصنيفها وملتقى المسرات العصبية من قشرة المخ وإليها"، وأسفل منه المهيد "وهو المركز الأساسي للجهاز العصبي الذاتي وهمزة الوصل بين الانفعال وبين الجهاز العصبي الذاتي".
- المخ المؤخري: ويشمل القنطرة "وبها مسارات عصبية تتصل بالنخاع والحبل الشوكي والمخيخ". والنخاع المستطيل "وبه مراكز حيوية ومن وظائفه الهامة التحكم في الجهاز الدوري والجهاز التنفسي"، والمخيخ "ووظيفته تنظيم الحركات الإرادية وتوافقها وحفظ توازن الجسم أثناء الحركة والسكون.
- أعصاب المخ: وتخرج من المخ "وعددها 12 زوجا" ثلاث للحساسية وثلاثة لحركة العينين وثلاثة حسية حركية وثلاثة للتعبير.
- الحبل الشوكي: "النخاع الشوكي" Spinal Cord وهو مركز توصيل التيارات العصبية من المخ وإليه، كما أنه مركز الانعكاسات العصبية، ويخرج منه الأعصاب الشوكية وعددها 31 زوجا تتوزع على جميع أجزاء الجسم بالعنق والجذع والأطراف.
- الجهاز العصبي الذاتي "التلقائي" Autounomic Nervous System. وهو الذي يتحكم في السلوك اللاإرادي للإنسان، وهو جهاز مستقبل يعمل تلقائيا أو ذاتيا أو لا إراديا أو لا شعوريا، وينقسم إلى جهازين فرعيين يعمل كل منهما عملا مضادا لعمل الآخر، ولكنه مكمل له، وهما:
- الجهاز العصبي التعاطفي "السمبتي" Sympathetic وهو ينشط وينبه عمل أجهزة الجسم التي يسيطر عليها.
- الجهاز العصبي نظير التعاطفي "نظير السمبتي" Parasympathetic وهو يثبط أو يكف وينظم عمل أجهزة الجسم التي يسيطر عليها.
ووظيفة الجهاز العصبي الذاتي بصفة عامة هي القيام على أمن الجسم تلقائيا، فهو يسيطر على جميع أجهزة الجسم الحيوية اللاإرادية مثل الجهاز الدوري والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز البولي، والجهاز التناسلي، وجهاز الغدد والجلد، وهو يعمل وقت تعرض الجسم للخطر بما يشبه إعلان حالة الطوارئ وذلك بتجهيز طاقاته ووضعها في أعلى درجة من الاستعداد والأداء، كذلك فإنه يتصل بالانفعال عن طريق المهيد.
ويهمنا بصفة خاصة تلخيص وظائف الجهاز العصبي وقد عرفنا أنها السيطرة على أجهزة الجسم الأخرى، وربط الجسم بالبيئة الخارجية، ويقوم الجهاز العصبي بوظيفة حسية، ووظيفة حركية، وتتم فيه العمليات العقلية العليا, ويختص كل جزء من أجزاء المخ بوظيفة خاصة، كذلك يختص كل عصب من أعصاب المخ بوظيفته المحددة له، ويغذي كل عصب شوكي منطقة خاصة من الجسم، وتنطلق أعصاب الجهاز العصبي الذاتي بقسميه التعاطفي ونظير التعاطفي إلى الأعضاء الخاصة بها، وفوق هذا كله فإن الجهاز العصبي هو الذي يصدر عنه السلوك السوي واللاسوي، ومن ثم أهميته بالنسبة لنا.
وإذا حدث انفعال مزمن وتحول من طريق الجهاز العصبي المركزي إلى أعراض جسمية في شكل خلل في أعصاب الحس والحركة تصيب أعضاء الجسم التي يتحكم فيها الجهاز العصبي المركزي "الإرادي" مثل الحواس وجهاز المحركة أدى ذلك إلى "الهستيريا" Hysteria
ومن الأعراض الحسية للهستيريا: العمى الهستيري والصمم الهستيري والخشم الهستيري وفدقان حاسة التذوق وفقدان الحساسية الجلدية والخدار الهستيري والألم الهستيري.
 ومن الأعراض الحركية للهستيريا: الشلل الهستيري والرعشة الهيستيرية والتشنج الهستيري، والصرع الهستيري وعقال العضل والخرس الهستيري.
وكذلك إذا حدث انفعال مزمن وتحول عن طريق الجهاز العصبي الذاتي إلى أعراض جسمية تصيب أعضاء الجسم التي يتحكم فيها الجهاز الذاتي "اللغرادي" ظهرت الاضطرابات النفسية الجسمية Psychosomatic Disorders  ومن الأعراض النفسية الجسمية.
 في الجهاز الدوري: الذبحة الصدرية وعصاب القلب وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم والإغماء.
 وفي الجهاز التنفسي: الربو الشعبي والتهاب مخاطية الأنف.
 وفي الجهاز الهضمي: قرحة المعدة والتهاب المعدة المزمن والتهاب القولون وفقدان الشهية العصبي والشراهة والتقيؤ العصبي والإمساك والإسهال.
 وفي الجهاز الغددي: مرض السكر والبدانة والتسمم الدرقي.
 وفي الجهاز التناسلي: العنة والبرودة وتشنج المهبل واضطراب الحيض والعقم والإجهاض المتكرر.
 وفي الجهاز البولي: احتباس البول وكثرة التبول والبوال.
 وفي الجهاز العضلي الهيكلي:آلام الظهر والتهاب المفاصل الروماتيزمي.
 وفي الجلد: الأرتيكاريا والتهاب الجلد العصبي والحكاك والأكزيما العصبية وسقوط الشعر وفرط العرق والحساسية وحب الشباب.
 وفي الجهاز العصبي: الصداع النصفي وإحساس الأطراف الكاذب.





المراجع
المراجع العربية:
1.    أحمد رفعت جبر "1974". دراسة تجريبية مقارنة بين أسلوبي الإرشاد النفسي عن طريق القراءة والمناقشة الجماعية، رسالة ماجستير، كلية التربية جامعة عين شمس.
2.    باتيرسون، س. "ترجمة" حامد الفقي "1981". نظريات الإرشاد والعلاج النفسي. الكويت: دار القلم.
3.    بنجهام. و. ف، مور. و. ف "ترجمة" فاروق عبد القادر وعزت إسماعيل "1961". سيكولوجية المقابلة. القاهرة: دار النهضة العربية.
4.    جيرالد كوري "ترجمة" طالب الخفاجي"1985". الإرشاد والعلاج النفسي بين النظرية والتطبيق، مكة المكرمة: المكتبة الفيصلية.
5.    حامد عبد السلام زهران "1975". العلاج النفسي الديني. مجلة التوثيق التربوي "وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية"، عدد9، "أبريل 1975"، ص21-38.
6.    حامد عبد السلام زهران "1984ا" الإرشاد المهني ورفع إنتاجية الإنسان المصري. مؤتمر رفع إنتاجية الإنسان المصري. جامعة الإسكندرية "أغسطس 1984".
7.    حامد عبد السلام إجلال محمد سري "1990". الرعاية النفسية للأولاد في هدي القرآن الكريم، المؤتمر الدولي "الطفولة في الإسلام". القاهرة "أكتوبر 1990". ص301-344.
8.    حامد عبد السلام زهران، سناء حامد زهران "1977"، إعداد الأخصائي النفسي المدرسي في كليات التربية ودوره في تحسين العملية التربوية. المؤتمر التربوي "دور كليات التربية في تطوير التربية من أجل التنمية في الوطن العربي". دمشق "مايو 1997". "19صفحة".
9.    حامد عبد السلام زهران، فوزي إلياس، "1978". الأخصائيون النفسيون بوزارة التربية والتعليم، المؤتمر الثالث لعلم النفس في مصر. القاهرة "يناير 1978".
10.   حمدي علي الفرماوي "1996"، البناء النفسي في الإنسان: دراسة من فيض القرآن الكريم. القاهرة: مكتبة زهراء الشرق.
11.   رسمية علي خليل "1968". الإرشاد النفسي. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
12.   رمزية الغريب "1967". العلاقات الإنسانية في حياة الصغير ومشكلاته اليومية. القاهرة. مكتبة الأنجلو المصرية.
13.   سيد عبد الحميد مرسي "1974". دور المعلم في التوجيه والإرشاد بالمدرسة الثانوية. المؤتمر الأول لإعداد المعلمين في المملكة العربية السعودية. مكة المكرمة "مارس1974"، ص96-119.
14.   سيد محمد صبحي "1987". ابن جماعة والمعلم المرشد. نموذج للإرشاد النفسي الإسلامي، المؤتمر العالمي الخامس للتربية الإسلامية، القاهرة "مارس 1987".
15.   شاكر عطية قنديل "1996". الاستجابات الانفعالية السلبية لآباء الأطفال والمعاقين عقليا ومسئولية المرشد النفسي، دراسة تحليلية. المؤتمر الدولي الثالث لمركز الإرشاد النفسي، جامعة عيش شمس "الإرشاد النفسي في عالم متغير". القاهرة "ديسمبر 1996"، ص625- 642.
16.   عبد السلام عبد الغفار "1973". طبيعة الإنسان. القاهرة: دار النهضة العربية.
17.   ماجي إبراهيم "1996". أهدف ومستويات العملية الإرشادية النفسية. المؤتمر الدولي الثالث لمركز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس "الإرشاد النفسي في عالم متغير". القاهرة "ديسمبر 1996". ص1197-1209.
18.                 ملاحق الدورة التأسيسية الأولى للأخصائي النفسي المدرسي، مركز البحوث والدراسات النفسية، كلية الآداب جامعة القاهرة "سبتمبر 1996" ص267-274.

المراجع الأجنبية
1.   Ajzen, R. (1971) . Acceptance of counselor on client proposed solutions
2.   in directive and client - centered counseling situations. Dissertation Abstracts International, 31 (12 B) , 7585 - 7586.
3.   Allen, J. W. (1971) . The influence of teaching experience upon school counselors. Dissertation Abstracts International, 31 (7 B) , 4304.
4.   Allport, Gordon (1937) . Personality: A Psychological Interpretation. New York: Holt, Rinehart & Winston.
5.   American Personnel and Guidance Association (1961) . Ethical Standards. Personnel & Guidance Journal, 40, 206 - 209.
6.   American Psychological Association, Committee on Ethical Standards of Psychologists. (1959) . Ethical standards of psychologists. American Psychologist, 14, 279 - 282.

  1. بحث علمي عن أسس التوجيه والإرشاد النفسي موثق بالمراجع >>>>> Download Now

    >>>>> Download Full

    بحث علمي عن أسس التوجيه والإرشاد النفسي موثق بالمراجع >>>>> Download LINK

    >>>>> Download Now

    بحث علمي عن أسس التوجيه والإرشاد النفسي موثق بالمراجع >>>>> Download Full

    >>>>> Download LINK

    ردحذف

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

شـاهد عالـنت

2016