-->
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الشلل الدماغي موثق بالمراجع

















التعاريف المتعددة لشلل الدماغي

لقد عاش الإنسان مع إخوانه من البشر على هذه الأرض التي خلقوا منها فتعارفوا وتفاعلوا مع بعضهم البعض، كما تنوعت صفاتهم وأخلاقهم وأفكارهم وهمومهم وأمراضهم، حتى قام العلماء منهم بالبحث في طبيعة الإنسان البشرية وتعرف خصائصها ووضع الحلول المناسبة لها والتي تجعل الإنسان يعيش حياة طبيعية ومستقرة على هذه الأرض.
أما بعد، لقد اهتم العلماء بظاهرة منتشرة يعاني منها بعض سكان العالم ألا وهي ظاهرة الشلل الدماغي والتي تؤدي إلى عجز حركي إضافة إلى بعض الإعاقات المصاحبة له والتي تؤثر على حياة الفرد وتعيقه عن أداء احتياجاته بشكل طبيعي، لذلك لجأ العلماء إلى تصنيف هذا المرض وتعريفه، وأسبابه ونتائجه والوقاية منه، وقد اختلف العلماء والمتخصصين في تعريف الشلل الدماغي.
ومن هذه التعاريف الكثيرة نتطرق إلى ذكر بعضها:

الشلل الدماغي: هو أي تغير غير طبيعي يطرأ على الحركة أو الوظائف الحركية، ينجم عن تشوه أو إصابة الأنسجة العصبية الموجودة داخل الجمجمة.
الشلل الدماغي: اضطراب نمائي ينجم عن خلل في الدماغ ويظهر على شكل عجز حركي تصحبه غالبا اضطرابات حسية أو انفعالية.
الشلل الدماغي: مجموعة من الأعراض تتمثل في ضعف الوظائف العصبية وتنتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه.
الشلل الدماغي: مصطلح ذو مدلول واسع، يستخدم عادة للإشارة إلى أي شلل أو ضعف أو عدم توازن حركي ينتج عن تلف دماغي.( البواليز 2000 م)

ونستنج مما سبق أن هذه التعاريف تجمع على عناصر رئيسية وهي:

1.     إنه نتيجة لتلف مراكز الضغط الحركي في الدماغ.
2.     إنه اضطراب ثابت لا يزداد سوءا مع الأيام.
3.     أنه مجموعة من الأعراض المرضية.
4.     إنه اضطراب في الوظائف العصبية.
5.     إنه اضطراب في الحركة والوضع الجسمي.
6.     إنه يستجيب للتدخل العلاجي.
7.     إنه ليس قابلا للشفاء.
8.     إنه ليس وراثيا باستثناء بعض الحالات.
9.     إنه ليس مرضا.(د.الخطيب،1992 م)

وهكذا، فالأطفال المشلولون دماغيا أطفالا لديهم إعاقات أخرى تكون مصاحبة لشلل الدماغي وتؤثر على المظاهر النمائية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية للفرد ونرى أن هذه الإعاقة ثابتة لا تزداد سوءا وذلك بسبب تقديم الخدمات الطبية المناسبة في الوقت المناسب وكذلك برامج التدخل والعلاج الطبيعي التي تساهم في تخفيف وتحسين الحالة وتنمية الوظائف الحركية للفرد، وهذه الإعاقة كما ذكر سابقا تنتج نتيجة لتلف في الدماغ مراكز الحركة في الدماغ.
هذا وبعدما تطرقنا إلى ذكر التعاريف المتعددة لشلل الدماغي ننتقل إلى ذكر نسبة الانتشار والتي تعتمد على هذه التعاريف تحديد في هذه النسبة.

نسبة انتشار الشلل الدماغي

إن نسبة انتشار الشلل الدماغي متباينة، وغير محددة وذلك بسبب اختلاف التعاريف المعمول بها وأدوات التشخيص المتوفرة والمتنوعة، ففي الولايات المتحدة تقدر هذه النسبة بحوالي بحوالي 200:1، في حين أشارت بعض الدراسات إلى أن نسبة الشلل الدماغي قد انخفضت في بعض الدول والدراسات الأخرى تشير إلى أنها قد ازدادت أو أنها لم تتغير، كذلك توضح بعض الدراسات أن طبيعة الإصابة بالشلل الدماغي قد أخذت بالتغير بفعل تطور المعرفة والتكنولوجيا الطبية، فبعض أنواع الشلل الدماغي آخذه بالنقصان كتلك الحالات الناتجة عن عدم توافق العامل الرايزيسي في كل دم الوالدين، أما فيما يتعلق بعامل الجنس، فتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة بالشلل الدماغي لدى الذكور أعلى منها لدى الإناث حيث تصل نسبة الذكور إلى 55% بالمقارنة مع نسبة الإناث والتي تبلغ حوالي 45%، ويحدث الشلل الدماغي لدى جميع الفئات بغض النظر عن العرق أو اللون أو الحالة الاجتماعية أو الوضع الاقتصادي.(د. الخطيب، 1992 م)
يتضح مما سبق أن نسبة الانتشار تتفاوت من مجتمع إلى مجتمع آخر وذلك بسبب التطور الاقتصادي وتقديم الرعاية الصحية المتقدمة وتوافر الكوادر المتخصصة والبرامج العلاجية والوقائية التي تحد من انتشار الإصابة بالشلل الدماغي، ونرى أن الذكور يصابون بهذه الإعاقات أكثر من الإناث نتيجة:
لطبيعة عملهم حيث يتعرضون لإصابات على الرأس مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي.
إن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الدماغية.
كبر حجم الرأس لدى الذكور وما يتعرض له من إصابات خلال عملية الولادة.




















أسباب الشلل الدماغي



هناك أسباب كثيرة متعددة ومتنوعة يمكن أن تسبب الشلل الدماغي، منها ما هو معروف والبعض الآخر غير معروف ويمكن أن تكون هذه الأسباب فطرية وراثية أو تكون أسباب مكتسبة، وفيما يلي عرض لأهم أسباب الشلل الدماغي المعروفة والتي تقسم إلى عوامل تحدث قبل الولادة، عوامل أثناء الولادة، وعوامل تحدث بعد الولادة.

أولا: عوامل مرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة:
هذه العوامل تحدث منذ لحظة الإخصاب وحتى الولادة، وهي عوامل مسؤولة عن نسبة كبيرة من حالات الشلل الدماغي وتبلغ النسبة 40% من حالات الشلل الدماغي.
ومن هذه العوامل نذكر البعض منها وذلك لكثرتها وتعددها وتنوعها، والتي تحتاج إلى بحث دقيق ومطول لنتعمق فيها:
الوراثة:
لقد أشرنا في العناصر المشتركة في التعاريف المختلفة أن الشلل الدماغي ليس وراثيا ولكن هنالك حالات من الشلل الدماغي، يمكن أن يكون للوراثة دور فيها، ولكن هذه الحالات تعتبر نادرة الحدوث حيث تبلغ حوالي 5% من حالات الشلل الدماغي قد تكون نتيجة لأسباب وراثية.
تعرض الأم للالتهابات أثناء الحمل:
إن تعرض الأم الحامل للأمراض المعدية أثناء فترة الحمل كالإصابة بالحصبة الألمانية من شأنه أن يؤدي إلى تلف في دماغ الجنين وبالتالي حصول الشلل الدماغي.
تعرض الأم للإشعاعات:
بسبب تعرض الأم للإشعاعات الضارة مثل أشعة إكس وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل يؤدي إلى تلف في دماغ الجنين وبالتالي حدوث الشلل الدماغي.
نقص الأكسجين قبل الولادة:
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الجنين هو التفاف الحبل السري حول عنق الجنين، وفقر الدم، بالإضافة إلى تعرض الأم للإختناقات لأسباب مختلفة كالحوادث وهذا بالطبع يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين إلى الجنين وحصول تلف في دماغه.
إصابة الأم الحامل باضطرابات محددة لها علاقة بعمليات التمثيل الغذائي: مثل السكري، الربو الشديد، واضطرابات القلب وتضخم الغدة الدرقية أو تسمم الحمل.
العامل الرايزيسي:
يحدث نتيجة لعدم توافق دم الوالدين، فعندما يكون دم الأم سالبا ودم الأب موجبا ويكون دم الجنين مماثلا لدم الأب تكون عند الأم أجساما مضادة وخاصة بعد الحمل بعد ويؤدي إلى تكسر في كريات دم الطفل ينتج عنه إصابة الجنين بالأنيميا واليرقان الشديد بعد الولادة مباشرة، فتترسب المادة الصفراء في حجيرات الدماغ الأوسط ويصاب الطفل بالشلل الدماغي نتيجة لإصابة الدماغ.

الخداج:
يقصد به أن يولد الطفل قبل 140 أسبوعا من موعد الولادة الطبيعي، أو أن يولد بوزن ناقص عن الوزن الطبيعي، كأن يكون وزنه أقل من 2.5 كغم وتنتج الولادة المبكرة للأم عادة عن عوامل متعددة من أهمها النزيف، أم انفصال المشيمة، أو الالتهابات خاصة التهابات الكلى والمجاري البولية، وتشير الدراسات إلى أن هؤلاء الأطفال يولدون لأمهات صغار في السن تقل أعمارهن عن 17 سنة أو كبار في السن تزيد أعمارهن عن 40 سنة، بالإضافة إلى ولادة الأمهات اللواتي يتعاطين المشروبات الحولية أو التدخين، ويعتبر هذا العامل أساسي في زيادة نسبة انتشار حالات الشلل الدماغي.
النزيف في دماغ الجنين:
يمكن أن يتعرض الجنين إلى نزيف في الدماغ نتيجة لتمزق الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ أو بسبب إصابة في دماغ الجنين أثناء الحمل مما يؤدي إلى تلف في الدماغ، وبالتالي حصول الشلل الدماغي.
نزيف الأم خلال الحمل:
إن النزيف المتكرر للأم الحامل من الممكن أن يؤدي إلى إصابة الجنين وبالتالي حصول الشلل الدماغي.(د.عبيد، 2001 م)
يتضح لنا مما سبق ذكره أن فحص الأم الحامل وفحص الجنين أمر مهم جدا وذلك لتلافي وقوع أي إصابة سواء بأمراض أو إعاقات، ولذلك فعلى الأم الحامل تجنب تلك أسباب السابقة الذكر قدر الإمكان وهذا سوف يؤدي كذلك إلى التقليل من نسبة المصابين بالشلل الدماغي.
ثانيا: عوامل مرتبطة بمرحلة الولادة
تشير هذه العوامل المرتبطة بمرحلة الولادة إلى مجموعة من الأسباب التي قد تحدث منذ بداية المخاض إلى ولادة الطفل، وما يتعرض له كذلك من مضاعفات نتيجة تعسر الولادة أو عوامل طارئة وتسبب هذه العوامل حوالي 45-50% من حالات الشلل الدماغي وفيما يلي عرض لأهم هذه الأسباب:
الرضوض والإصابات في أثناء الولادة أو النزيف:
هذه العوامل تنتج عن اتخاذ الطفل لوضع غير طبيعي داخل الرحم، مثل خروج رجلي الطفل أولا بدلا من رأسه، أو مثلا بسبب استخدام الملقط أو حصول الولادة خارج المستشفى دون الرعاية الأزمة للأم أثناء الولادة، مما يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي وبالتالي إلى الشلل الدماغي.
قد يحدث لدى الطفل تلف دماغي، بسبب تعرض رأسه في أثناء عملية الولادة لضغط غير عادي مما قد ينتج عن ذلك نزيف داخلي، وهذه التغيرات تحدث عندما تكون عملية الولادة سريعة جدا أو بطيئة جدا أو بسبب الولادة القيصرية. استخدام العقاقير المخدرة في عملية الولادة، فذلك يؤثر على عملية التنفس لدى الطفل ويؤدي إلى نقص الأكسجين.
الاختناق:
ينتج عنه انسداد ميكانيكي في مجرى التنفس لدى الطفل.
نقص الأكسجين:
قد يحدث لأسباب عديدة في أثناء عملية الولادة ومن أهما: انفصال المشيمة قبل الموعد المناسب، أو نزيف المشيمة، أو إصابة الطفل لذات الرئة أو أية اضطرابات رئوية أخرى، أو التفاف الحبل السري أو انسداده لسبب أو لآخر أو الولادة الغير طبيعية.(د.الخطيب، 1992 م)
ونلاحظ أن هذه العوامل تشكل خطرا كبيرا على الجنين، لذلك فيجب على الدولة أن تقوم بإعداد الكوادر المتخصصة من الأطباء والممرضين، وأن توفر الأجهزة الطبية الحديثة التي تسهل عملية الولادة ولا تؤذي الجنين كما ويجب أن تكون الولادة في المستشفى وتحت رعاية الأطباء وبذلك سوف نجنب الكثير من الأمهات إنجاب أطفال مصابين بالشلل الدماغي.
ثالثا: العوامل المرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة:

هذه العوامل مسؤولة عن حوالي 10-15% من حالات الشلل الدماغي، وأهم هذه الأسباب:
إصابات الرأس:
تنجم هذه الإصابات عن السقوط من أماكن مرتفعة، أو الحوادث المنزلية المختلفة، أو حوادث السيارات، أو تعرض الأطفال للعقاب البدني العنيف. ففي هذه الحالة يحدث نزيف في الدماغ يترتب عليه تلف دماغي دائم، وقد يحث النزيف لأسباب أخرى تتصل بالأوعية الدموية.
الالتهابات:
وتشمل التهاب أغشية السحايا والتهاب الدماغ وغيرها….
الاضطرابات التسممية:
وهي تنجم عن تناول العقاقير بطريقة غير مناسبة أو تناول المواد السامة مثل الرصاص أو الزئبق، أو استنشاق الغازات السامة مثل أوكسيد الكربون.
نقص الأكسجين:
وقد يحدث نتيجة للغرق أو الاختناق أو انخفاض مستوى السكر في الدم.
وأخيرا، قد يحدث لدى الطفل شلل دماغي بفعل تشوهات أو اضطرابات مرضية يصاب بها في مرحلة الطفولة مثل استسقاء الدماغ أو الأورام الدماغية.(البواليز 2000 م)

وأخيرا بعد التعرف على هذه الأسباب التي تؤدي إلى الشلل الدماغي، يجب أن نتخذ الإجراءات المناسبة وذلك لتلافي حدوثها والوقاية منها وهذا يدل على مدى التطور الطبي والتكنولوجي في التعرف على تلك الأسباب وتشخيصها ومن ثم الوقاية منها.أنواع الشلل الدماغي
ليس للشلل الدماغي نوعا واحدا بل هناك أنواع عديدة منه، ويصنف الشلل الدماغي إلى ثلاثة أصناف كما هو معروف:
أ . الشلل الدماغي تبعا لأطراف الجسم المصابة:
# شلل نصفي # شلل رباعي # الشلل في طرف واحد # الشلل في ثلاثة أطراف
ب . الشلل الدماغي حسب طبيعة الضعف العضلي:
# الشلل الدماغي التشنجي # الشلل الدماغي الإلتوائي # الشلل الدماغي التخلجي # الشلل الدماغي الإرتعاشي # الشلل الدماغي التيبسي
ت . الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة:
# شلل دماغي بسيط # شلل دماغي متوسط # شلل دماغي شديد

تصنيف الشلل الدماغي تبعا لأطراف الجسم المصابة





يصنف هذا الشلل إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كالتالي:
1.    الشلل النصفي:
وهو الشلل الدماغي الذي تقتصر الإصابة فيه على أحد جانبي الجسم (الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر)، وتكون هذه الإصابة عادة من النوع التشنجي (أي ارتفاع مستوى التوتر العضلي).
2.    الشلل الرباعي:
في هذه الحالة تصاب الأطراف الأربعة بالشلل، إلا أن شدة الإصابة في هذه الأطراف العليا تكون أكبر من الأطراف السفلى، كذلك فإن شدة الإصابة غالبا ما تكون غير متماثلة في الجانبين، ويعاني معظم الأطفال المصابين بهذا النوع من عدم القدرة على ضبط حركات الرأس ومن مشكلات في الكلام، وإن الأغلبية العظمى منهم وكثيرا من المصابين بالشلل التخبطي يعانون من هذا النوع.
3.    الشلل في طرف واحد:
وهذه الحالة نادرة من حالات الشلل الدماغي، وتكون الإصابة في طرف واحد من الجسم.
4.    الشلل في ثلاثة أطراف:
وهذه الحالة أيضا نادرة عند الأطفال المشلولين دماغيا.(د. الخطيب،1992 م)
نلاحظ مما سبق بأن الحالات الأكثر شيوعا من الشلل الدماغي هما الشلل النصفي والرباعي، أما الشلل في طرف واحد وفي ثلاثة أطراف فيعتبران نادري الحدوث.
تصنيف الشلل الدماغي تبعا لطبيعة الضعف العضلي
يعتبر هذا التصنيف الأكثر شيوعا وقبولا، وهو الذي قدمته الأكاديمية الأمريكية للشلل الدماغي ( American Academy of Cerebral Palsy )، وبناء عليه فإن الشلل الدماغي يصنف إلى الأنواع الآتية:
الشلل الدماغي التشنجي:
يشير التشنج إلى ازدياد في التوتر أو الاشتداد في العضلات وباستجابة العضلات للإثارة على نحو مبالغ فيه، وبالتالي يفقد الطفل توازنه وتظهر حركات لا إرادية مع تشنجات عضلية في عضلات مختلفة حسب الإصابة، ويعتبر هذا الشلل من أكثر الأنواع شيوعا حيث تبلغ نسبته حوالي 50% من حالات الشلل الدماغي.(د. عبيد، 2001 م)
نتائج الشلل الدماغي التشنجي:
هناك عدة نتائج لهذا الشلل حيث إنه يؤثر على حياة الفرد من جميع النواحي ومن هذه الآثار ما يلي:
·        منع القدرة على الحركة.
·        الكبح الطولي لنمو العضلات.
·        منع تركيب البروتين في خلايا العضلات.
·        امتداد محدود للعضلات في سياق النشاط اليومي.
·        تشوه في نمو العضلات والمفاصل .
ويصنف الشلل الدماغي التشنجي إلى ثلاثة أنواع أساسية وهي كالآتي:




الشلل الدماغي التشنجي الرباعي
تكون أطراف الجسم كلها مصابة في هذا النوع من الشلل، إلا أن مستوى التوتر العضلي في أطراف الجسم يتصف بكونه غير متماثل في كلا الجانبين حيث تكون الإصابة في أحد الجانبين أشد منها في الجانب الآخر، وتكون الإصابة في الأطراف العليا اشد منها في الأطراف السفلى، ولا يستطيع الطفل التحكم برأسه، وتكون قدرته على الكلام والتهجئه ضعيفة جدا ويعاني الطفل من عدم الشعور بالأمن والطمأنينة، وهو يعتمد اعتمادا كاملا على غيره لتلبية احتياجاته، كما إنه لا يستطيع التحرك والتنقل بشكل فعال، ولا يستطيع التكيف مع التغيرات في أوضاعه الجسمية ولا يستطيع أيضا الحفاظ على توازنه أو النهوض من وضع غير مريح وهو يشعر بخوف دائم من السقوط على الأرض إذا لم يتوافر له دعم خارجي، إضافة إلى ذلك عدم قدرته على التعبير عن حاجاته، وتتطور لديه أفعال قهرية ويمتنع عن عمل الأشياء تجنبا للفشل والإحباط.(البواليز2000 م)
الشلل الدماغي التشنجي السفلي
في هذا النوع من الشلل تكون الأطراف السفلى مصابة أكثر من الأطراف العليا ويستطيع الشخص أن يتحكم برأسه إلى حد ما، ولكنه لا يستطيع ضبط حركة العينين ويصيب هذا النوع من الشلل الأطفال الخداج الذين لم يكتمل نمو الدماغ لديهم، وتكون الأعراض المرضية واضحة عندما يقترب الطفل من السنة الأولى من عمره.(د. عبيد 2001 م)
الشلل الدماغي التشنجي النصفي
إن التشخيص المبكر لهذا النوع من الشلل الدماغي أمر ممكن، وذلك لأن الأنماط الحركية والوضعية غير المتماثلة في أطراف الجسم تتضح مبكرا، وغالبا ما تكون اليد المصابة مغلقة، فلا يستطيع الطفل أن يفتحها أو أن يستخدمها لدعم نفسه للنهوض، وبعيدة عن مركز الجسم، كما لا يستطيع أن يحرك رجله المصابة وعندما يتعلم الطفل الوقوف- والذي يتأخر في العادة- فهو يعتمد على الأطراف غير المصابة وقد يسقط أحيانا على الأرض، وعند الوقوف قد يحدث لديه تيبس وتصلب في القدم والرجل يزداد مع الأيام في شدته، وهذا ينتج عنه تشوهات وضعية في الكاحل أو في أصابع القدمين.(البواليز2000 م)
نستنج مما سبق أن الشلل الدماغي التشنجي له عدة أنواع وليس نوعا واحدا وكل نوع من هذه الأنواع يختلف في أعراضه عن النوع الثاني فمنها ما هو اعتمادي كالشلل التشنجي الرباعي حيث إنه يصيب الأطراف الأربعة في الجسم وبالتالي يؤثر على حياة الفرد تأثيرا كبيرا في جميع نواحي الحياة، مما يجعله يعتمد على الآخرين في إشباع احتياجاته، أما الشلل التشنجي السفلي والنصفي ففي هذان النوعان يمكن القول بأنهم قادرون على أداء احتياجاتهم مع بعض الإشراف عليهم ومساعدتهم.
الشلل الدماغي الإلتوائي ( التخبطي)
موقع هذه الإصابة يكون في جذع الدماغ وتشكل حوالي 25% من حالات الشلل الدماغي وإن الفرد المصاب بهذا الشلل تتصف حالته بحركات لا إرادية وغير منتظمة حيث يرتفع مستوى التوتر العضلي لدى المصاب عند استجابته للمثيرات المختلفة على شكل حركات تخبطية غير هادفة وراقصة في كثير من الأحيان ويصاحب هذه الحركات عدم القدرة على ضبط الفم وبالتالي سيلان اللعاب وصعوبات واضحة في النطق والكلام وكذلك انبساط في أصابع اليد وانحناء الرأس إلى الخلف وصعوبات سمعية.
وبما أن موقع هذه الإصابة يكون بعيدا عن مراكز الدماغ العليا فإننا نجد أن المصابين بهذا النوع لا يتأثر أداؤهم العقلي، فمنهم المبدعون في مجالات الطب والعلوم والفنون والآداب.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
نلاحظ أن الشلل الدماغي الإلتوائي أو التخبطي يختلف عن الشلل الدماغي التشنجي ففي الشلل الدماغي الإلتوائي تكون أطراف المصاب مرنة مهما بلغت شدة التوتر العضلي بينما في حالة الشلل الدماغي التشنجي فإن أطراف المصاب تكون أكثر تيبسا وصلابة بعد حدوث التوتر العضلي.
الشلل الدماغي التخلجي ( اللاتوازني).
وينتج عن إصابة المخيخ الذي هو مركز ومنسق حركات العضلات والتوازن وتكون حركات الطفل غير متزنة يسير بخطوات واسعة ويسقط بسهولة وذلك لعدم القدرة على حفظ التوازن، كما أنه يؤدي إلى حركات غير منتظمة في العينين وهذا يؤدي إلى صعوبة التوجيه الحركي المكاني، ويكتشف هذا الشلل عندما يبدأ الطفل في المشي فيمشي ويداه ممتدتان إلى الأمام ليحافظ على توازنه لذا يتم وصفهم بالسكارى.(د. عبيد،1999 م)
الشلل الدماغي الإرتعاشي
إن هذا الشلل يعتبر حالة نادرة حيث يحدث فيها ارتعاشات لاإرادية وحركات نمطية في الأطراف تتفاوت في شدتها وسرعتها وتظهر هذه الحركات عادة عندما يحاول الطفل القيام بنشاطات هادفة مثل محاولة الوصول إلى شيء ما.(د. الخطيب،1992 م)
الشلل الدماغي التيبسي
إن الشلل الدماغي التيبسي من الحالات النادرة جدا وهي من أكثر حالات الشلل الدماغي شدة بحيث يكون معها جسم المصاب في حالة تصلب وتشنج وتوتر دائم مما يحول دون حركته وحريته في التنقل، وتتصف هذه الإصابة بانعدام الحركات اللاإرادية وزيادة شديدة جدا في مستوى التوتر العضلي مما يؤدي إلى تشنج الأطراف وبالتالي انقباضها ومقاومتها للحركة وحدوث تشوهات شديدة.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
هذا ويتضح لنا أن الشلل الدماغي الإرتعاشي والتيبسي من الحالات النادرة الحدوث ولكن الشلل الدماغي التيبسي يعتبر من أشد أنواع الشلل بينما الشلل الدماغي الإرتعاشي والتخلجي يعتبران من أنواع المتوسطة أي أخف من الشلل التيبسي والذي يعاني منه مصابوه بالتيبس الحاد.
تصنيف الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة
يصنف الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة إلى ثلاثة أنواع شائعة ومعروفة وهي:
الشلل الدماغي البسيط
يعاني الطفل المصاب بهذا الشلل من مشكلات بسيطة لا تستلزم العلاج، فهو يستطيع الاعتناء بنفسه، ويستطيع المشي دون استخدام أجهزة أو أدوات مساندة، وبالتالي فهذه الحالة لا تستلزم تدخل علاجي، لكن الإصابة قد تحد من قدرة الطالب المصاب على الاستفادة من البرامج التربوية العادية، مما يستلزم تزويده بالخدمات التربوية والتي تلبي احتياجاته.(د. عبيد، 2001 م)
الشلل الدماغي المتوسط
يكون النمو الحركي في الشلل الدماغي المتوسط بطيئا جدا، إلا أن الأطفال المصابين بهذا النوع تتطور لديهم القدرة على ضبط حركة العضلات الدقيقة، ويتعلمون المشي في النهاية باستخدام أدوات مساندة أحيانا، وبشكل عام هؤلاء الأطفال بحاجة إلى الخدمات العلاجية للتغلب على المشكلات المتعلقة بالكلام والعناية بالذات.(البواليز2000 م)
الشلل الدماغي الشديد
تكون الإعاقة الحركية شديدة جدا، فتحد من قدرة الطفل على العناية الذاتية، والحركة المستقلة والكلام، لذلك فهؤلاء الأطفال بحاجة إلى علاج مكثف ومنظم ومتواصل.(د. عبيد،1999 م)
ونجد من ذلك أن هذا التقسيم البسيط والمتوسط والشديد موجود في أي نوع من أنواع الإعاقة وهذا يدل أن هذا التصنيف شائع في مختلف أنواع الإعاقات ليس فقط لشلل الدماغي، ومما سبق يتضح أن الشلل الدماغي البسيط والشلل الدماغي المتوسط يمكن للطفل المصاب بأي واحد من هذين الشللين أن يؤدي المهام الموكلة إليه وقادر على أداء حاجاته بشكل طبيعي مع أنه يوجد بعض الاختلافات البسطة بين الشلل الدماغي البسيط والمتوسط في أن الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي المتوسط يكون النمو الحركي لديهم بطيئا جدا ويتعلمون مهارة المشي باستخدام أدوات مساندة في بعض الأحيان ولكنهم يستطيعون القيام بأداء أدوارهم وإشباع حاجاتهم بصورة طبيعية. ونجد أن المصابين بالشلل الدماغي الشديد تضعف لديهم القدرة على أداء أدوارهم واشباع احتياجاتهم وهم يكونون بحاجة إلى علاج مكثف ومنظم ومتواصل.





الإعاقات المصاحبة لشلل الدماغي
إن التف المخي الوظيفي والذي ينتج عنه الشلل الدماغي يمكن أن يسبب أشكالا أخرى ومختلفة من الإعاقات ليس فقط العجز الحركي وإنما أيضا يؤدي إلى اضطرابات فمية- سنية، الإعاقة العقلية، الإعاقة السمعية، الإعاقة البصرية، واضطرابات التواصل، وأخيرا صعوبات التعلم وسوف نستعرض كل نوع من هذه الإعاقات بشرح بسيط.
1.    الاضطرابات الفمية- السنية
إن الأطفال المشلولين دماغيا قد يعانون من أشكال مختلفة من الاضطرابات الفمية السنية ومنها:
صعوبات في البلع بسبب ضعف عضلات البلعوم، وهذه الصعوبات قد ترتبط بتناول السوائل أو المواد الصلبة.
·        صرير الأسنان.
·        تسوس الأسنان.
·        سيلان اللعاب بكميات كبيرة.(البواليز2000 م)

2.     الإعاقة العقلية
الإعاقة العقلية هي انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي العام، يصحبه عجز في السلوك التكيفي يظهر في فترة النمو. يمكن أن يصاحب الشلل الدماغي إعاقة عقلية ولكن ليس ضروريا أن تحدث هذه الإعاقة لدى كل شخص مشلول دماغيا وتشير الدراسات أن 25% من حالات الشلل الدماغي لديهم إعاقة عقلية، كذلك إن شدة الإعاقة ليس لها علاقة بحدوث الإعاقة العقلية فقد تكون حالة الشلل الدماغي شديدة بدون حدوث إعاقة عقلية أو تكون بسيطة مع وجود إعاقة عقلية ولذلك فإن حدوث الإعاقة العقلية مرتبط بموقع التلف في الدماغ، وإن الغالبية العظمى من حالات الإعاقة العقلية لدى الأطفال المشلولين دماغيا من المستوى البسيط.(د. عبيد، 2001 م)
ونلاحظ من ذلك أن شدة الإعاقة في حالات الشلل الدماغي ليست لها علاقة بحدوث الإعاقة العقلية وإنما ذلك يعتمد على موقع الإصابة في الدماغ، وكذلك إن الغالبية العظمى من هؤلاء المشلولين دماغيا لديهم إعاقة عقلية بسيطة أي أنهم قادرين على أداء احتياجاتهم مع بعض المساعدة والإشراف من الآخرين وقادرين كذلك على التعلم.
3.    الإعاقة السمعية
من المشكلات التي تواجه القائمين بتشخيص أو علاج حالات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، ما إذا كان للتلف قد أثر على حالة السمع، وقد دلت الدراسات أن الإعاقة السمعية بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ليست شائعة كالإعاقة البصرية حيث تبلغ نسبتها حوالي 15- 25%، وهذه المشكلات أكثر شيوعا لدى الأطفال المصابين بالشلل التخبطي.(د. عبيد،1999 م)
4.    المشكلات البصرية
يعاني حوالي 50% من الأطفال المشلولين دماغيا من مشكلات بصرية منها:
خلل في عضلات العين ومنها الحول خصوصا الحول الداخلي حيث تبلغ الإصابة به حوالي 30%، إضافة إلى ذلك فإن عددا غير قليل من هؤلاء الأطفال يعانون من الرأرأة وهي حركات لا إرادية متواصلة في العين.
أخطاء الانكسار، وهي الأكثر شيوعا لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التشنجي وهي عدة أنواع منها طول النظر وقصر النظر.
المشكلات المرتبطة بالإدراك البصري وتتمثل في صعوبة التمييز البصري والتآزر البصري- الحركي، والتمييز البصري للشكل والخلفية.(د. الخطيب،1992 م).



المراجع
1.    جمال محمد الخطيب (1992). تعديل سلوك الأطفال المعوقين. دليل الآباء والمعلمين. عمَّان: دار إشراق للنشر والتوزيع.
2.   ﺩ. ﻤﺎﺠﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻋﺒﻴﺩ(2001). تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة - مدخل إلى التربية الخاصة. دار صفاء للنشر والتوزيع - عمان الطبعة الأولى 2001م - 1420هـ.
3.   محمد عبد السلام البواليز(2000). الاعاقة الحركية والشلل الدماغي.دار الفكر للنشر والتوزيع.
4.   الخطيب، فريد مصطفى.( 2000 ). تنظيم خدمات التربية المختصة بالمعاقين عقلياً في المراكز النهارية بالأردن ، رسالة دكتوراه، بيروت .
5.   يوسف القريوتى ، عبد العزيز السرطاوى ، جميل الصمادى (1995): المدخل إلى التربية الخاصة ، دار القلم ، الإمارات العربية .
6.   محمد الشناوى ومحمد التويجرى (1995): إرشاد والدى الأطفال ذوى الحاجات الخاصة ، المؤتمر الدولى الثانى لمركز الإرشاد النفسى ، جامعة عين شمس ، ص ص 563 – 606 .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

شـاهد عالـنت

2016