مفهوم التعلم الذاتي
تعددت تعريفات التعلم الذاتي بتعدد المدارس
التربوية والنفسية ، وطبقاً لاختلاف الرؤى والأطر الفكرية للباحثين ، ورغم هذا إلا
أن هذه التعريفات لا تخرج عن الإطار العام لمفهوم التعلم الذاتي بمعناه الواسع ،
وسوف نتعرض لبعض هذه التعريفات :
-
يرى Gleoson أنه نظام تعليمي ييسر للمتعلم المرور بأنشطة تعليمية مختلفة ،
تساعده على تحقيق الأهداف ، لتغيير شخصيته نحو مستويات أفضل من النماء والارتقاء .
-
ويعرفه Rountree بأنه
" العملية التي يقوم فيها المتعلمون بتعليم أنفسهم بأنفسهم مستخدمين التعليم
المبرمج وغيره لتحقيق أهداف واضحة دون عون مباشر من المعلم"
-
ويعرفه Good بأنه " تنظيم المادة التعليمية بأسلوب يسمح لكل تلميذ
أن يحقق التقدم الذي يتناسب إمكاناته ورغباته الشخصية وتوفير الإرشاد التربوي
ومساعدة التلاميذ بما يتناسب واحتياجاتهم
الشخصية "
-
ويعرفه طلعت منصور بأنه " النشاط
الواعي للفرد والذي يستمد حركته ووجهته من الانبعاث الداخلي والإقناع الذاتي ، بهدف
تغيير شخصيته نحو مستويات أفضل "
-
ويعرفه جامع بأنه الأسلوب الذي يمر به
المتعلم على المواقف التعليمية المتنوعة بدافع من ذاته وتبعاً لميوله ، ليكتسب
المعلومات والمهارات والاتجاهات مما يؤدي إلى انتقال محور الاهتمام من المعلم إلى
المتعلم ، وذلك لأن المتعلم هو الذي يقرر متى وأين يبدأ ، ومتى ينتهي وأي الوسائل
والبدائل يختار ومن ثم يُصبح مسئولاً عن تعلمه وعن النتائج والقرارات التي يتخذها
.
-
ويعرفه زيتون بأنه نمط من التعليم المخطط
والمنظم والموجه فردياً أو ذاتياً ، والذي يمارس فيه المتعلم النشاطات التعليمية
فردياً وينتقل من نشاط إلى آخر متجهاً نحو الأهداف التعليمية المقررة بحرية
وبالمقدار والسرعة التي تناسبه ، مستعيناً في ذلك بالتقويم الذاتي ، وتوجيهات
المعلم حينما يلزم الأمر .
-
وقد عرفه نوليز 1975Knowles على أنه العملية التي يقوم
فيها الأفراد بالمبادرة أو اتخاذ الخطوات الأولى بدون مساعدة الآخرين في تشخيص
حاجاتهم التعليمية وصياغة أهدافهم التعليمية وتحديد مصادر ومواد التعلم اللازمة
واختيار استراتيجيات التعلم المناسبة وتطبيقها وتقويم نتائج التعلم .
-
وهناك من عرف التعلم الذاتي على أنه العملية
التي يقوم الفرد من خلالها بتعليم نفسه بنفسه باستخدام الوسائل المبرمجة لتحقيق
أهداف معينة ، وهو يعد من الأساليب الحديثة التي
تستخدم في حقل التعليم والتدريب
سواء للدارسين أو المدرسين أنفسهم وذلك لاعتماده على برمجة المادة ،
* ونجد أنه في هذا التعريف ركز على تعلم المتعلم نفسه دون المعلم واستخدام
الوسائل المبرمجة والأساليب التكنولوجية الحديثة .
- تعريف بيشوب :-
يعتبر تعريف بيشوب من أكثر التعريفات دقة في تعريف مفهوم التعلم الذاتي حيث عرفه بأنه
يعتبر تعريف بيشوب من أكثر التعريفات دقة في تعريف مفهوم التعلم الذاتي حيث عرفه بأنه
" الأسلوب الذي يقوم فيه المتعلم بنفسه بالمرور
على مختلف المواقف التعليمية لاكتساب المعلومات والمهارات بالشكل الذي يمثل فيه المتعلم محور
العملية التربوية ، وهذا يتم عن طريق تفاعله مع بيئته في مواقف مختلفة يجد فيها إشباعا
لدوافعه ، مما يجعلنا نستخدم مراكز مصادر المعلومات المتوافرة في المؤسسات
التعليمية لتهيئة أنسب الظروف أمام المتعلمين لكي يعلموا أنفسهم بأنفسهم ، وذلك من
خلال تفاعلهم ومشاركتهم في العملية التعليمية مما يحقق مفهوم التعلم المستمر مدى
الحياة ، المر الذي يتطلب التزود بأساليب التعلم الفردي والتعلم الذاتي لكل متعلم ،
حيث يقوم بالدور الأكبر في الحصول على المعرفة بنفسه " ( محمد صديق محمد حسن
، 1994)
- وقد وردت تعريفات أخرى بالإضافة إلى التعريفات التي استعرضناها ، وسبب هذا التعدد في تحديد مفهوم التعلم الذاتي أن كل متخصص يعطيه تعريفا خاصا به فنجد كل من ديكنسون وكلارك Dickinson & Clark ( 1975 ) وسميث ( 1976 ) يعرفونه بكلمة " التثقيف الذاتى " Self – Education أما مور Moore (1972 ) فأنه يعرفه بالدراسة المستقلة Independent–study بينما يعرفه جونستون Johnston وريفيرا Rivera على أنه " تعليمات أو توجيهات ذاتية " في حين يسميه ميلر Miller بالتعلم المستقلAutonomous Learning 0
- ويتضح لنا من التعريفات السابقة أن المتعلم هو محور العملية التعليمية في التعلم الذاتي ، حيث يقوم المتعلم بتعليم نفسه بنفسه من خلال البرامج التعليمية المعدة لهذا الغرض ، وهو الذي يقرر متى يبدأ في دراسة الوحدة التعليمية ، ومن أين يبدأ وأين ينتهي من دراسة هذه الوحدة وينتقل إلى وحدة تعليمية أخرى ، فالمتعلم إذن هو المسئول الأول عن نتائج تعلمه وعن القرارات التي يتخذها .
- وقد وردت تعريفات أخرى بالإضافة إلى التعريفات التي استعرضناها ، وسبب هذا التعدد في تحديد مفهوم التعلم الذاتي أن كل متخصص يعطيه تعريفا خاصا به فنجد كل من ديكنسون وكلارك Dickinson & Clark ( 1975 ) وسميث ( 1976 ) يعرفونه بكلمة " التثقيف الذاتى " Self – Education أما مور Moore (1972 ) فأنه يعرفه بالدراسة المستقلة Independent–study بينما يعرفه جونستون Johnston وريفيرا Rivera على أنه " تعليمات أو توجيهات ذاتية " في حين يسميه ميلر Miller بالتعلم المستقلAutonomous Learning 0
- ويتضح لنا من التعريفات السابقة أن المتعلم هو محور العملية التعليمية في التعلم الذاتي ، حيث يقوم المتعلم بتعليم نفسه بنفسه من خلال البرامج التعليمية المعدة لهذا الغرض ، وهو الذي يقرر متى يبدأ في دراسة الوحدة التعليمية ، ومن أين يبدأ وأين ينتهي من دراسة هذه الوحدة وينتقل إلى وحدة تعليمية أخرى ، فالمتعلم إذن هو المسئول الأول عن نتائج تعلمه وعن القرارات التي يتخذها .
أهمية
التعليم الذاتي:
التعلم الذاتي كان
وما يزال يلقى اهتماما كبيرا من علماء النفس والتربية لاعتباره أســلوب
التعلم الأفضــل لأنه يحقق لكل متعلم تعلم يتنــاسب مع قدراته وسرعته الذاتية
في التعلم ويعتمـد على دافعيته وبذلك له العديد من المميزات نلخص أهمها في
الأتي :
1 – يأخذ المتعلم فيه دورا ايجابيا ونشيطا في التعلم
2- يمكّن التعلم الذاتي المتعلم من إتقان المهارات الأساسية
اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة
3- إعداد الأبناء للمستقبل بتعويدهم تحمل مسؤوليتهم بأنفسهم
4- تدريب التلاميذ على حل المشكلات
5- إيجاد بيئة تعليمية خصبة للإبداع
6- يشهد العالم انفجار معرفي متطور باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم
وطرائقها مما يحتم وجود إستراتيجية تمكن المتعلم من إتقان مهارات التعلم
الذاتي ليستمر التعلم معه خارج المدرسة وحتى مدى الحياة.
7- التعلم الذاتي يتيح الفرصة للكشف عن مواهب وقدرات التلاميذ ،
والاستغلال الأمثل لطاقات كل فرد ، وذلك يعكس أحد أهم أهداف تكنولوجيا التعليم .
8- التعلم الذاتي يهيئ المناخ التعليمي لاكتساب مهارات التفكير
ومهارات التكنولوجيا الإنسانية واكتساب طرق الاستفادة من المعرفة الإلكترونية
.
خصائص التعلم الذاتي :
في ضوء التعريفات السابقة للتعلم الذاتي
نصل إلى الخصائص التي تميز التعلم الذاتي وتتمثل فيما يلي :
1- مراعاة
الفروق الفردية بين المتعلمين .
2- تحمل
المتعلم المسئولية في اتخاذ قراراته التي تتصل باختيار الأساليب المختلفة والأوقات
المناسبة لتحقيق الأهداف .
3- مراعاة
الخطو الذاتي للتعلم ، فالمتعلم يسير حسب قدراته الذاتية في تحصيل المعرفة ويترك
زمن التعلم في ضوء الاستعداد وسرعة الانجاز .
4- مراعاة
التوجه الذاتي ، أي إعطاء المتعلم الحرية الكاملة في تقرير ما يريد تعلمه مما يزيد
من دافعيته نحو التعلم .
5- تفاعل
المعلم الإيجابي مع المحتوى التعليمي من خلال أنظمة التغذية الراجعة والتعزيز المباشر
.
6- توفير
بدائل وأنشطة تُسهم في تفعيل وإثراء التعلم .
7- التقويم
الذاتي مما يحقق للمتعلم الاستقلالية .
8- يتميز
التعلم الذاتي باستخدامه المعيار الأديومتري ( محكي المرجع ) كأسلوب للتقويم ، حيث
أنه يراعي الفروق الفردية ، فضلاً عن أنه يحقق مفهوم التعلم من أجل التمكن Learning for Mastery .
أهداف التعلم الذاتي :
تتنوع وتتعدد الأهداف التي يمكن تحقيقها من
خلال التعلم الذاتي بتنوع وتعدد المجالات التي تخدمها ، ومن أهم هذه الأهداف :
1- أهداف
مرتبطة بالتخطيط للتعلم الذاتي :
حيث أن الوظيفة الرئيسية
للتربية تتمثل في زيادة مقدرة الأفراد على التعلم وذلك من خلال تبني المفاهيم
المناسبة في هذا المجال وأن التعلم الذاتي يمثل أحد تلك المفاهيم وفيه يتولى
الأفراد المسئولية الأولى عن التخطيط لتعلمهم ...
2- أهداف
تتعلق باستخدام مصادر المعلومات وتوظيفها :
يرى كارل روميز أن الرجل المتعلم فقط هو الذي تعلم كيف يتعلم وكيف يتكيف
ويتغير وهو الذي يدرك أنه له معرفة مضمونة ...
3- أهداف
مرتبطة بالتقييم الذاتي :
يحتاج المتعلم بصفة عامة
وفي إطار التعلم بصفة خاصة إلى زيادة قدرته على تقويم نفسه بنفسه وذلك يستلزم
بالضرورة زيادة قدرته على تقدير مستوى معارفه ومستوى مهارته ومن ثم إدراك حدود
قدراته وإمكانياته فضلاً عن إدراك حدود قدرات الآخرين وإمكانياتهم ..... .
4- أهداف
متعلقة باتجاهات المتعلمين :
من الضروري اكتساب
المتعلم اتجاهات إيجابية نحو التعلم ب صفة عامة ونحو مهنته بوجه خاص ، وإذا كانت
المقررات التربوية من شأنها تعديل اتجاهات المتعلمين نحو مهنتهم ، فإن استخدام
أسلوب التعلم الذاتي في تدريس تلك المقررات يسهم في تنمية الإحساس بالكفاءة
الشخصية والإنجاز والثقة بالنفس فضلاً عن تأكيد الذات والإحساس بالرضاء والسرور
........ .
مسلمات التعلم الذاتي :
يقوم التعلم الذاتي على عدة مسلمات
منها :
1- إتاحة
الفرصة أمام المتعلم في عملية التعلم تبعاً لسرعته واستيعابه ، تبعاً لوقته
وقدراته .
2- تفاعل
الطالب مع كل موقف تعليمي بطريقة إيجابية ، فهو ليس مستقبلاً للمعلومات وإنما مشارك وجامع لهذه
المعلومات التي تتسم بتنوعها وبتعدد مصادرها .
3- الضبط
والتحكم في مستوى المادة المتعلمة وما يُطلق عليه الكفاءة حيث لا يُسمح للطالب أن
ينتقل من الوحدة التي بدأها قبل التأكد من إتقانه لها .
4-
التعزيز الفوري والتغذية الراجعة التي يحصل
عليها المتعلم بعد أدائه للاختبارات أو
إجابته على بعض الأسئلة التي عن طريقها يتحقق الطالب من مدى إتقانه للجزء الذي
درسه ومدى وصوله وتحقيقه للمستوى المطلوب .
الخلط بين مفهوم التعلم الذاتي ومفهوم تفريد التعليم :
من الملاحظ وجود خلط بين مفهوم
التعلم الذاتي ومفهوم تفريد التعليم ، على الرغم من وجود فرق بينهما ، حيث أن
تفريد التعليم يقصد به تحليل خصائص الفرد وأساليبه في التعلم ، تحليل مستوى قدراته
وخبراته ومعارفه السابقة ، أي مراعاة خصائص الفرد في كل جوانبه ، ثم تصميم برامج
تعليمية تتناسب مع قدرات هذا الفرد ، وهذه البرامج لا تعتمد بالضرورة على التعلم
الذاتي ، فمن الممكن إعداد برنامج تعليمي مصمم لفرد واحد بهدف معالجة نواحي الضعف
عنده وإثراء قدراته ، وهذا البرنامج ليس بالضرورة أن يتم تنفيذه بأسلوب التعلم
الذاتي ، أي أن الفرد لا يشترط أن يكون هو الذي يقوم بتحصيل المادة وتعلمها ،
وإنما قد يساعده المدرس أو احد الرفاق ، وطالما كان هذا البرنامج يراعى الخصائص
الفردية للمتعلم ، فهو برنامج مفرَد .
- أي أن تفريد التعليم يقصد به ” تقديم تعليم يراعى الفروق الفردية
بين المتعلمين ، وهو برنامج تعليمي يمد كل متعلم بمقررات دراسية تتناسب مع حاجاته
وإدراكاته واهتماماته ، ويكون كل متعلم حرا في اختيار المادة التي تناسبه ،
ويتفاعل مع البيئة التعليمية وفقا لقدراته وبطريقته الخاصة “ .
( البغدادى ، 1982 م )
علاقة التعلم الذاتي بالمنهج التكنولوجي
:
بناء على ما
سبق طرحه من نقاط تشير إلى أهمية التعلم الذاتي ومن خلال استقراء هذه النقاط ، نجد
أن التعلم الذاتي يعتبر تطبيقاً مباشراً لمفهوم المنهج التكنولوجي ،ويؤكد البحث
التربوي أن المنهج التكنولوجي هو مجموعة من الخبرات التي يتفاعل معها الفرد ليكتسب
محتواها عن طريق النشاط الفردي ، باستخدام تقنية حديثة يجد فيها مبادئ التقويم
والتعزيز لسلوكه الاستجابي .
والمنهج
التكنولوجي عبارة عن إطار مرجعي في الفكر
التربوي المعاصر إذ ينتمي إلى ما يُطلق عليه المدخل التكنولوجي Technological Approach الذي يتمثل في الاستخدام
المنظومي لمختلف الأجهزة والوسائط ، يصاحبها متتابعة (سلسلة) من التعليمات
والتوجيهات مبنية على مبادئ مستقاة من العلوم السلوكية ونظرياتها الحديثة .
وكان أول ظهور لإمكانانات المنهج
التكنولوجي عندما بدأ السلوكيون في استخدام آلات التعليم البرنامجي programmed instruction ثم استخدام أساليب تكنولوجية التوجه ، مثل :
تحليل النظم System
Analysis والتعلم للتمكن Mastery Learning إلى
أن تعددت آلات التعلم ، وكان أهمها شيوعاً استخدام الحاسوب في المجال التعليمي .
يدعو المدخل
التكنولوجي إلى اعتبار التعلم أحد أبعاد الحياة وليس مجرد نشاط من أنشطة المدرسة ،
والذي يتوقف بعد مغادرة التلاميذ لقاعة الدراسة ، وذلك لأن التكنولوجيات الجديدة توفر
مادة وأنشطة أكثر ثراءً ، وتُمثل أداة للغوص في أعماق المواد التدريسية المختلفة .
ويساعد المدخل
التكنولوجي على ممارسة التلاميذ لأساليب التعلم الذاتي من خلال إعداد برامج
إثرائية مصاحبة للمواد الدراسية باستخدام الوسائط المتعددة Multi Media وقد أكدت
بعض الدراسات السابقة في المجالين العربي والأجنبي فعالية الأخذ بالمدخل
التكنولوجي لتحقيق مستويات أعلى من التحصيل والاتجاه نحو المادة إلى جانب تنمية
مهارات التفكير العلمي والإسهام في تحسين الاتجاه نحو التعلم الذاتي .
ومن هذه الدراسات
دراسة ريموند تاجارت (Tagart
Raymond 1994 ) والتي أكدت على فعالية استخدام التكنولوجيا في
دراسة الأرصاد الجوية وتنمية مستويات التفكير العليا لدى عينة الدراسة .
وتؤكد دراسة
عايدة أبو غريب وشعبان حامد ( 1997) نجاح ممارسة التلاميذ لأساليب التعلم الذاتي
من خلال برامج إثرائية مصاحبة لمناهج المرحلة الابتدائية باستخدام الوسائط
المتعددة Multi Medi
.
كما حققت حسن
العارف (2001) أهدافها في زيادة التحصيل الدراسي وتنمية قدرات التفكير الأبتكاري
واكتساب بعض عمليات التعلم من خلال استخدام المدخل التكنولوجي .
وكخطوة على طريق
التطوير والتقدم أخذت الدول المتقدمة بالمدخل التكنولوجي وأكدت على أنه ليس مجرد
توافر أجهزة وآلات حديثة واستخدامها وإنما هو تحقيق التفاعل بين الإنسان المتعلم
وهذه الآلات والأجهزة ، حتى يكون له تأثيره في تغيير السلوك ويساعد الطلاب على
الاكتشاف والابتكار .
ويعبر هذا المدخل
عن منظومة انتاجية تسعى إلى استخدام أساليب للتكنولوجيا ، وما يستلزم من تشغيل
منطقي للعمليات العقلية في عمليات التعليم /التعلم وتوظيف الأجهزة والمعدات ذات
القدرات العالية في تخزين وتحليل واستقصاء المعلومات للعملية التعليمية من خلال
مواد وبرامج ذات أهداف محددة مسبقاً
وتعتمد هذه
المنظومة على المفاهيم التربوية التالية :
-التعليم الفوري الإرشادي
- تحليل
انظم
-
الأداء التعاقدي
-
استخدام الكمبيوتر في التعليم
-
تحديد المسئولية Accountability .
وللوقوف على العلاقة الوثيقة بين التعليم
الذاتي والمنهج التكنولوجي سنعرض معاً خصائص المنهج التكنولوجي فيما يلي :
-
يخطط هذا المنهج على أساس مجموعة من الأهداف
السلوكية في صورة يمكن ملاحظتها وقياسها ، وهذه الأهداف تعمل كمسارات منظمة
لعمليات التعليم والتعلم ، ويكون الدارس على علم بها مسبقاً .
-
يرتبط المحتوى بالأهداف ، ويُقدم المحتوى
على صورة مكونات أو أجزاء تعرض في تتابع
منطقي .
- يحدث
التفاعل من جانب المتعلم في الموقف التعليمي التعلمي في ضوء النموذج الشرطي
الإجرائي ، فيظهر تفاعل المتعلم من استجابته كرد فعل لمثير ، فإذا أتى باستجابة
صحيحة يتم تعزيز السلوك ، وبذلك يتم الربط بين المثير والاستجابة .
- يؤكد
المنهج التكنولوجي على مفهوم تفريد
التعليم ، إذ يعتمد تفريد التعليم على عدد من المهام التي يجب أن يقوم بها
الدارس كل حسب قدراته واستعداداته وميوله .
- يعتمد
المنهج التكنولوجي على عملية التقويم المستمرأو البنائي Formative Evaluation وتفسير النتائج في ضوء المعيار الأديومتري ،
باستخدام الاختبارات محكية المرجع .
مما
تقدم ندرك العلاقة الوثيقة بين المنهج التكنولوجي وأساليب التعلم الذاتي
كجانب تطبيقي لتحقيق أهداف المنهج التكنولوجي ، الذي يراعي مبدأ الفروق الفردية
وتحقيق إيجابية التعلم ، وتحقيق مفهوم التعلم من أجل التمكن .
مهارات التعلم الذاتي :
لابد من تزويد المتعلم بالمهارات
الضرورية للتعلم الذاتي أي تعليمه كيف يتعلم . ومن هذه المهارات :
1) مهارات المشاركة بالرأي
.
2) مهارة التقويم الذاتي .
3) التقدير للتعاون .
4) الاستفادة من التسهيلات
المتوفرة في البيئة المحلية .
5) الاستعداد للتعلم .
وعلى المعلم الاهتمام بتربية تلاميذه على
التعلم الذاتي من خلال :
ـ
تشجيع المتعلمين على إثارة الأسئلة المفتوحة .
ـ تشجيع
التفكير الناقد وإصدار الأحكام .
ـ تنمية
مهارات القراءة والتدريب على التفكير فيما يقرأ واستخلاص المعاني ثم
تنظيمها . وترجمتها
إلى مادة مكتوبة .
ـ
ربط التعلم بالحياة وجعل المواقف الحياتية هي السياق الذي يتم فيه التعلم .
ـ إيجاد الجو المشجع على
التوجيه الذاتي والاستقصاء ، وتوفير المصادر والفرص لممارسة . الاستقصاء الذاتي
ـ
تشجيع المتعلم على كسب الثقة بالذات وبالقدرات على التعلم .
ـ
طرح مشكلات حياتية واقعية للنقاش .
أنماط
التعلم الذاتي:
يعتمد
التعلم الذاتي كما أسلفنا على جهد المتعلم وقدرته بما يوافق إمكاناته
وخبراته لذلك نجد إن له نقاط عده بحيث تتيح فرصة التعليم من هذه الأنماط :
1-التعلم الذاتي المبرمج.
2-التعلم الذاتي بالحاسب الآلي.
3-التعلم الذاتي بالحقائب و الرزم
التعليمية.
4-أسلوب التعلم للإتقان.
1-التعلم الذاتي المبرمج:
يتم دون مساعدة من المعلم ويقوم المتعلم بنفسه لاكتساب قدر من المعارف
والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحددها البرنامج الذي بين يديه من خلال
وسائط وتقنيات التعلم (مواد تعليمية مطبوعة أو مبرمجة على الحاسوب أو على
أشرطة صوتية أو مرئية في موضوع معين أو مادة أو
جزء من مادة)
وتتيح هذه البرامج الفرص أمام كل متعلم بأن يسير لدراسته وفقا لسرعته الذاتية مع
توافر تغذية راجعة ومستمرة لتقديم التعزيز المناسب لزيادة الدافعية
وظهرت أكثر من طريقة لبرمجة المواد الدراسية:
أ- البرمجة
الخطية:
تقوم
على تحليل المادة الدراسية إلى أجزاء تسمى كل منها إطار وتتوالي في خط مستقيم
وتقدم الأسئلة حيث يفكر المتعلم ويكتب إجابته ثم ينتقل إلى الإطار الثاني حيث
يجد الإجابة الصحيحة .
ب- البرمجة التفريعية:
هنا طريقة الإطارات: إطارات فرعية تضم أكثر من فكرة ويكون السؤال من نمط
الاختيار المتعدد والمتعلم يختار الإجابة فإذا كانت صحيحة يأخذ الإطار
التالي في التتابع الرئيسي فإذا كانت الإجابة غير صحيحة يأخذ الإطار الذى
يفسر له الخطأ من بين الإطارات
الفرعية ثم يوجه لإطار عمل محاولات أخرى لاختيار الإجابة الصحيحة وبعد المرور على
الإطار العلاجي يعود إلى الإطار الرئيسي ويتابع.
النقد الموجه لهذه الطريقة:
1-السيطرة اللفظية على المادة
العلمية.
2- إلغاء تفاعل الفرد مع الجماعة.
3- تقديم خبرة واحدة وعدم التجديد
والابتكار لدى المتعلمين.
2-التعلم الذاتي بالحاسب الآلي:
يعد
الحاسوب مثاليا للتعلم الذاتي يراعي الفروق الفردية والسرعة الذاتية للمتعلم وتوجد
برامج كثيرة ومتخصصة لإرشاد المتعلم
والإجابة على أسئلته في مجال اختصاصه وتقدم
برامج الألعاب من مستويات مختلفة فعندما يتقن الطالب المستوى الأول ينتقل
للمستوى الثاني.
النقد
الموجه لهذه الطريقة:
1- ارتفاع تكلفة الأجهزة والبرامج .
2-إغفال الجانب الإنساني.
3-التفاعل
المقتصر بين المتعلم والجهاز.
- التعلم الذاتي بالحقائب والرزم التعليمية :3
الحقيبة التعليمية
برنامج محكم التنظيم يتكون من مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية التي تساعد في
تحقيق أهداف محددة معتمدة على مبادئ التعلم الذاتي الذي يمكن المتعلم من
التفاعل مع المادة حسب قدرته لإتباع مسار معين في التعلم ويحتوي هذا البرنامج
على مواد تعليمية منظمة مترابطة مطبوعة أو مصورة وتحتوي الحقيبة على عدد من
العناصر المتنوعة يراعى فيها توظيف المواد السمعية والبصرية كوسائط مساندة.
4-أسلوب التعلم للإتقان :
ويتم هذا التعلم وفق
ثلاث مراحل أساسية:
أ- مرحلة الإعداد:
تتضمن تقسيم المحتوى إلى وحدات
صغيرة وذات أهداف سلوكية وإعداد دليل للدراسة مع أكثر من نموذج للاختبارات
النهائية وإجراء التقويم التشخيصي والاختبارات القبلية لتحديد مستوى كل طالب
ونقطة البداية في عملية التعلم.
ب- مرحلة التعليم
الفعلي:
تتضمن
هذه المرحلة دراسة المادة العلمية لكل وحدة واستيعابها ولا يتم الانتقال من وحدة
لأخرى إلا بعد إتقان الوحدة السابقة
*
برامج الوحدات المصغرة :
تتكون هذه البرامج من وحدات محددة ومنظمة بشكل متتابع يترك فيها للمتعلم
حرية التقدم والتعلم وفق سرعته الذاتية ولتحقيق هذا الهدف تم تقسيم المحتوى
إلى وحدات صغيرة لكل وحدة أهدافها السلوكية المحددة ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة
للتعلم يتم اجتياز اختبارات متعدةة وبعد انجاز تعلم الوحدة يجتاز اختبار تقويمي
لتحديد مدى الاستعداد للانتقال إلى الوحدة التالية وإذا كان الاختبار غير
فعال فأنه يعيد تعلم الوحدة مرة أخرى إلى إن يتقنها
*
برامج التربية الموجهة للفرد:
تقسم مناهج كل مادة في هذه
البرامج إلى مستويات أربعة ( أ- ب – ج – د ) وينتقل المتعلم من مستوى إلى أخر
بعد إتقان المستوى السابق لكل مادة على حدة وفق سرعته الذاتية وبالأسلوب الذي
يرغب به ويناسب ظروفه وإمكانياته ويشترك المعلم والمتعلم في تحديد الأهداف والأنشطة
والتقويم.
ج- مرحلة التحقق من
اتقان التعلم :
تهدف إلى التأكد
من تحقيق كل الأهداف المحددة لكل وحدة دراسية أو للمقرر وبدرجة من الإتقان. وتتضمن
إجراء التقويم الختامي لكل وحدة دراسية. ويتم تصحيح الاختبار فوريا ويعلم
المتعلم بنتائج الأداء. وإذا اجتاز الاختبار بنجاح ينتقل للوحدة التالية حتى
ينتهي من دراسة كل وحدات المقرر وتتضمن هذه المرحلة استخدام التعلم العلاجي
حيث يقدم المتعلم الذي اخفق في الاختبار النهائي للوحدة إما بإعادة دراسة الوحدة
مره أخرى أو بتزويد المتعلم بمعلومات بديلة كمشاهدة الأفلام التعليمية أو محاضرات
معينة كما يتضمن تقويما ختاميا لجميع وحدات المقرر وإعطاء المتعلمين نتائجهم ,
فإذا وصل المتعلم إلى المستوى المطلوب ينجح في المقرر . إما إذا لم يحصل على
المستوى المطلوب فأنه يكلف مرة أخرى بإعادة المقرر أو يكلف بأنشطة علاجية.
دور
المعلم في التعليم الذاتي :
يبتعد دور المعلم في ظل إستراتيجية التعلم
الذاتي عن دوره التقليدي في نقل المعرفة وتلقين الطلبة ويأخذ دور الموجه والمرشد
والناصح لتلاميذه ويظهر دور المعلم في التعلم الذاتي من خلال:
1- التعرف على قدرات المتعلمين وميولهم
واتجاهاتهم من خلال الملاحظة المباشرة والاختبارات التقويمية البنائية
والختامية والتشخيصية وتقديم العون للمتعلم في تطوير قدراته وتنمية ميوله واتجاهه.
2- إعداد المواد التعليمية اللازمة
مثل الرزم التعليمية , مصادر التعلم , وتوظيف التقنيات الحديثة كالتلفاز وافلام
الحاسوب في التعلم الذاتي.
3- توجيه الطلبة لاختيار أهداف
تناسبه مع المستوى الذي حدده الاختبار التشخيصي.
4- تدريب الطلبة على المهارات
المكتبية وتشمل مهارات الوصول إلى المعلومات والمعارف ومصادر التعلم ومهارات
الاستخدام العلمي للمصادر العلمية والتربوية المتوفرة في المكتبات.
5- وضع الخطط العلاجية التي تمكن
الطلاب من سد الثغرات واستكمال الخبرات اللازمة له.
6- القيام بدور المستشار المتعلم مع
المتعلمين في كل مراحل التعلم في التخطيط والتنفيذ والتقويم.
التعلم الذاتي
|
التعليم التقليدي
|
مجال المقارنة
|
محور فعال بالتعلم
|
تلقي سلبي
|
المتعلم
|
يشجع الابتكار والإبداع
|
ملقن
|
المعلم
|
متنوعة تناسب الفروق الفردية
|
واحدة لكل المتعلمين
|
الطرائق
|
متعددة ومتنوعة
|
سمعية وبصرية لكل المتعلمين
|
الوسائل
|
التفاعل مع متطلبات العصر
|
وسيلة لعمليات ومتطلبات
|
الهدف
|
يقوم به المتعلم
|
يقوم به المعلم
|
التقويم
|
متطلبات تطبيقية في مدارسنا :
( 1 ) – متطلبات
المكان : مقاعد فردية سهلة الحركة – نقط كهربائية – أجهزة معينة – خزانة ملفات
( 2 ) – متطلبات
إنتاجية : أدوات رسم – شفافيات وأقلام –آلة كاتبة ونسخ – لوحات عرض .
( 3 )
المكتبة : تزويدها بالكتب اللازمة – إعداد ركن لإنتاج المواد التعليمية اللازمة –
إعداد البطاقات للمواد التعليمية المختلفة – توفير أدلة العمل للتعلم الذاتي
المراجع :
1. مغراوي ،
عبدالمؤمن محمد و الربيعي ، سعيد حمد .
(2006م ): التعلم الذاتي . الطبعة الأولى ، الكويت : مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع
.
2. المغربي ،
أحمد .( 2007 ) : التعلم الذاتي المستقل .
الطبعة الأولى ،القاهرة : دار الفجر للنشر والتوزيع
3. -
ستيتيه،دلال ملحس و سرحان،عمر موسى. تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني .عمان:
دار وائل للنشر .
4. زيتون،كمال عبدالحميد . (1425هـ)، تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات
والاتصالات. الطبعة الثانية، القاهرة: عالم الكتب .